في تحقيقات تفجيرات مدريد وتتسلم «أبو دجانة» من بلجيكا

TT

مدريد ـ الوكالات: أعلنت وزارة الخارجية الاسبانية ان الشرطة اعتقلت 12 شخصا للاشتباه في علاقتهم بمتطرفين إسلاميين وبمنفذي تفجيرات القطارات في مدريد العام الماضي. وذكرت الوزارة في بيان امس ان 4 من المعتقلين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع يوسف بلحاج، الملقب أبو دجانة ويعتقد انه المتحدث باسم تنظيم «القاعدة» في اوروبا، والذي وصل الى مدريد في وقت سابق امس بعد ان تم ترحيله من بلجيكا للاشتباه في علاقته بالتفجيرات التي وقعت في مدريد في 11 مارس (آذار) الماضي.

وأضافت الوزارة ان المعتقلين في العملية التي شارك فيها 100 من رجال الشرطة، هم ستة من المغرب، وثلاثة من سورية ومصري وفلسطيني وجزائري. وجاء في بيان الوزارة انه يشتبه في ان المعتقلين «على علاقة بالتطرف الأصولي وبمن كانوا وراء هجمات 11 مارس في مدريد». وقد حدد القضاء الاسباني 74 شخصا يعتقد انهم ضالعون في الهجمات ولا يزال 24 منهم، معظمهم من المغاربة، قيد الاحتجاز ويواجهون اتهامات. وقالت الوزارة ان 4 من المغاربة الستة الذين اعتقلوا امس هم أشقاء، ويعتقد انهم جميعا استقبلوا مواطنهم بلحاج في منزلهم في يوليو (تموز) 2003. وقد ظهر بلحاج في شريط فيديو بعد وقت قصير من الهجمات ليعلن مسؤوليته عن الهجمات باسم تنظيم «القاعدة». ويعتقد ان المشتبه فيهم الآخرين الذين اعتقلوا امس هم على علاقة بسرحان بن عبد المجيد فخيت الملقب «التونسي» الذي يعتبر الرأس المدبر للهجمات، وأحد سبعة يشتبه في انهم فجروا انفسهم بدلا من الاستسلام للشرطة التي داهمت شقتهم في أحد احياء مدريد في ابريل (نيسان) الماضي.

وقد تسلمت اسبانيا من بلجيكا المغربي يوسف بلحاج، 28 عاما، حيث وصل الى مطار باراخس في مدريد على متن رحلة جوية عادية لشركة ايبيريا في الساعة الواحدة بعد الظهر (11 ت.غ)، واقتاده على الفور رجال الشرطة الإسبان، بحسب ما افاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت محكمة الاستئناف البلجيكية قد أذنت في 23 مارس بتسليم المغربي الذي اعتقل في بروكسل في الاول من فبراير (شباط) بناء على مذكرة توقيف اوروبية اصدرتها مدريد.. وكان يُتوقع ان يمثل المتهم بعد الظهر في المحكمة الوطنية بمدريد امام القاضي الاسباني خوان ديل اولمو المكلف التحقيق في اعتداءات مدريد، وان يودع السجن الاحترازي على ذمة التحقيق.

وافادت الصحف الاسبانية انه يشتبه في ان المغربي هو المدعو «ابو دجانة» بناء على شريط تبنى فيه اعتداءات 11 مارس، وعثر عليه بعد ذلك بقليل في سلة قمامة قرب جامع مدريد. ويوسف بلحاج ابن عم مشتبه فيه آخر يدعى محمد بلحاج المطلوب ايضا لانه استأجر شقة ليغانيس قرب مدريد حيث انتحر الاسلاميون السبعة بصورة جماعية في 3 ابريل الماضي. وافادت مصادر قضائية وأمنية انه سيتم استجواب بلحاج حول اعتداءات مدريد التي ينفي تورطه فيها. وبعد ان اوقف في اطار عملية استهدفت الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية في بلجيكا في مارس 2004 أخليّ سبيل بلحاج في يونيو (حزيران) لقلة الأدلة.

وكانت هجمات مدريد قد أودت بحياة 191 شخصا و1900 جريح عندما وقعت تفجيرات متزامنة في اربعة قطارات في أسوأ اعتداءات ارهابية تشهدها اسبانيا في تاريخها. والقيت مسؤوليتها على متطرفين اسلاميين، معظمهم من المغاربة يرتبطون بتنظيم «القاعدة».