بوش يعين المسؤول عن معتقلي غوانتانامو نائبا لرامسفيلد وأحد المحافظين الجدد مساعدا سياسيا له

TT

قال الرئيس الأميركي انه عين غوردن انجلند، وزير البحرية حاليا، ليحل محل بول وولفويتز نائبا لوزير الدفاع الأميركي ورشح ايريك ايدلمان، الدبلوماسي السابق والمنتمي لحركة المحافظين الجدد، ليكون مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية بديلا عن دوغلاس فايث.

وغوردن انجلند، البالغ من العمر 67 عاما يعمل حاليا وزيرا للبحرية، وهو المسؤول عن مراجعة أحوال السجناء المسلمين في معسكرات قاعدة غوانتانامو العسكرية بكوبا. وعمل وزيرا للبحرية لمدة عامين منذ عام 2001 ومرة اخرى عام 2003. وعمل انجلند نائب وزير الأمن الداخلي منذ يناير (كانون الثاني) 2003 حتى سبتمبر( ايلول) 2003. وفي شركة جنرال داينامكس وشركة لوكهيد فورت وورث لصناعة الاسلحة قبل ذلك وحصل على شهادته الجامعية من جامعة ولاية ميرلاند وعلى درجة الماجستير من الجامعة المسيحية في تكساس.

والبديل لدوغلاس فايث هو ايريك ايدلمان، سفير أميركا السابق لدى تركيا ولدى فنلندا والذي استقال من الخدمة الدبلوماسية في 18 مارس (آذار). ويعرف ايدلمان بكونه أحد اعضاء المحافظين الجدد ويعرف ايضا بقربه من وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد ومن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، الذي يقود جناح المحافظين الجدد من الصقور والمتشددين في الادارة، اذ عمل ايدلمان مستشارا للأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني حتى آخر عام 2003 وكان مسؤولا عن إمداده بالمعلومات الاستخباراتية والتبريرات اللازمة لشن حرب غزو العراق.

وعرف عن ايدلمان تعاونه الوثيق مع احد اركان المحافظين الجدد في الادارة وهو لويس ليبي، رئيس اركان ديك تشيني، من اجل تقديم معلومات من المعارض العراقي حينها احمد الجلبي وممن كان يعرف الكونغرس القومي العراقي في لندن للرئيس بوش قبل الحرب على العراق.

وايدلمان من ابرز افراد المجتمع اليهودي في أميركا ممن لهم صلات قوية بحزب الليكود في اسرائيل.وحصل ايدلمان على شهادة البكالوريوس الجامعية من جامعة كورنيل والدكتوراة من جامعة ييل.

وسيضطر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الى العثور على بديل لرئيس الاركان الجنرال ريتشارد مايرز الذي من المقرر ان يتقاعد في 30 سبتمبر (أيلول) علاوة على وظائف مدنية أخرى تبلغ ستا في السلاح الجوي وفي البحرية.

وفي تعليقه على خبر التعيينات قال المحلل السياسي الأميركي البارز توم باري والمتابع لشؤون المحافظين الجدد في ردود له على اسئلة مراسل «الشرق الاوسط» حول التعيينات الهامة الجديدة، قال ان هناك فريقا للسياسة الخارجية كاملا الآن وعلى استعداد لاتخاذ مواقف وتصرفات بعد اكتماله، وقال ان هذا الطاقم «يجمع ممثلي صناعة وشركات الدفاع علاوة على أناس ايديولوجيين من تيار المحافظين الجدد بالاضافة الى المتشددين التقليديين». يذكر ان ايدلمان خدم ايضا مساعدا لديك تشيني حينما كان تشيني وزيرا للدفاع الأميركي في عهد بوش الاب. وفي ذلك الوقت عمل تحت إشراف بول وولفويتز في صياغة ورقة «ارشادات سياسة الدفاع» في عام 1992 والتي كانت مقدمة لاستراتيجية الأمن القومي للرئيس بوش الحالي والتي تعتمد على الضربات الاستباقية. وقال بيري، الذي يعمل من ولاية نيو مكسيكو في مركز «انترهيمسفيرك ستاديز»، للشرق الاوسط:«ان استبدال دوغلاس فايث بايدلمان يسمح للمتشددين الذين يشرفون على السياسة الخارجية الأميركية ان يتجاوزوا الجدل الذي أثير حول أنشطة فايث وتصريحاته السابقة (الموالية لإسرائيل) ويستمروا في اجندتهم بدون أعباء الانتباه الاعلامي لهم».

وقال بيري ان غوردن انجلند أيضا يعتبر «مخلوقا للتركيبة المتشابكة لصناعة السلاح الأميركي»، إذ انه عمل مسؤولا كبيرا في اثنتين من اكبر شركات انتاج السلاح الأميركي لوكهيد وكذلك جنرال داينامكس.

واضاف المحلل الأميركي المخضرم:«على الرغم من انه (اي انجلند) ليس من المحافظين الجدد، الا انه ينظر له بإيجابية بالغة من قبل المعاهد والمؤسسات التابعة للمحافظين الجدد مثل «مركز سياسة الأمن» وكذلك «المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي» (جنسا)، اذ انه منح جائزة هنري جاكسون الليكودية من جنسا في عام 2001. لقد كان كل زعماء المحافظين الجدد والعسكريين مرتبطين بصورة او اخرى بمنظمة جنسا».