تقرير إسباني: مدريد تعتبر الصحراء جزءا من التراب المغربي

دخول الصين وجنوب أفريقيا على الخط يبقي الاحتمال العسكري

TT

اعتبر تقرير استراتيجي حول تطورات ملف الصحراء، نشره اخيرا معهد الـ« كانو» للدراسات الاستراتيجية بمدريد، أن هناك مجموعة من المؤشرات تغيرت في ملف الصحراء الذي وصفه التقرير بـ«الراكد» أهمها وجود سياق جديد للعلاقات الدولية التي لم تعد تحدد على اساس الصراع بين الكتلة الشرقية والغربية كما كان عليه الحال إبان فترة الحرب الباردة، وإنما بالصراع بين «التيارات الجهادية والديمقراطية» الذي كانت أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 عنوانه الأبرز، مضيفا أن هذه التحولات نتج عنها أيضا قيام صراع غربي ـ غربي تجسد في المواجهة بين فرنسا والولايات المتحدة.

وذكر التقرير أن دور اسبانيا في ملف الصحراء يكتسي أهمية قصوى بوصفها المستعمر القديم للمنطقة، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الدول يهمها أن تعرف الموقف الإسباني في هذا الملف من أجل تحديد سياستها وخصوصا دول أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي، مبرزا أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسبانية، لويس رودريغيث ثاباتيرو، أو وزير خارجيته، ميغيل أنخيل موراتينوس ، تشير إلى اعتبار الصحراء جزءا من التراب المغربي. وأشار التقرير إلى أن الجزائر، التي كانت في ريادة دول عدم الانحياز، فقدت الكثير من وزنها في الساحة الدولية، ووجدت نفسها مضطرة للعب على التوازنات بين فرنسا والولايات المتحدة، وعدم الانجذاب إلى أي صف دون آخر، موضحا أنها تبقى من أكثر الدول بالمنطقة التي يتوفر فيها الإسلاميون على امكانية الوصول إلى السلطة السياسية.

وذهب التقرير الاستراتيجي إلى أن المغرب عرف بدوره تحولات في مساره الديمقراطي من خلال وضع مدونة جديدة للأسرة (قانون الأحوال الشخصية)، وإنشاء هيئة الانصاف والمصالحة، وكل ذلك لم يمنع من وجود الخطر الاصولي به، معتبرا (التقرير) أن مواقف الولايات المتحدة وفرنسا تبقى متباينة في تقييم هذه التحولات، إذ أن المغرب الذي استطاع في بداية اندلاع نزاع الصحراء إحداث نوع من التوازن بين قطبي الحرب الباردة صار من الصعب عليه أن يوازن بين فرنسا والولايات المتحدة، إضافة إلى احتلال الجزائر مكانة مهمة في الحرب على الارهاب التي تقودها اميركا، وهي الورقة التي لم تكن تملكها عام 1975 .

وأوضح التقرير وجود قوى دولية أخرى مهتمة بالنزاع في الصحراء مثل روسيا والصين. فروسيا تعتبر الجزائر سوقا جيدة لمعداتها الحربية، إضافة إلى توفرها على مصالح بترولية مما يعطيها دورا نسبيا في منطقة المغرب العربي، مشيرا إلى أن مصالح الصين بدورها تتزايد في المنطقة خاصة في البلدان الإفريقية المنتجة للبترول من أجل تغطية عجزها في هذه المادة الحيوية والحفاظ على نموها الاقتصادي، وهو ما يفسر التدخل الصيني في الأزمة السودانية ويشرح تقاربها مع الجزائر.

وابرز التقرير أن الموقف الصيني من قضية الصحراء ظهر عندما صوتت على المقترح الجزائري المقدم إلى اللجنة الرابعة للأمم المتحدة خريف 2004 .

وأكد التقرير أن جبهة البوليساريو توجد بدورها في وضعية صعبة بعدما أغلق في وجهها طريق الحرب خاصة بعد ان فقدت الدعم المالي الليبي، ولم تعد تحظى إلا بدعم الجزائر التي لا يبدو أنها مستعدة الآن لتمويل حرب جديدة. ويظل دخول عناصر جديدة مثل الصين أو جنوب افريقيا كفيلا باطلاق العنان للخيار العسكري. وأوضح التقرير أنه بعد انتهاء الخيار العسكري لم يعد أمام جبهة البوليساريو غير الجانب الدبلوماسي والقانوني الذي بدت فيه الحركة الانفصالية أقل ديناميكية من ذي قبل.