أبو مازن يرفض استقالة مدير المخابرات احتجاجا على الفوضى الأمنية في الأراضي الفلسطينية

TT

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) استقالة العميد توفيق الطيراوي، مدير جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، التي أعلنها شفويا الليلة قبل الماضية احتجاجا، كما قال مسؤول فلسطيني، على التسيب الأمني في الأراضي الفلسطيني، وعدم الحزم الذي تواجه به الأجهزة الامنية هذا الوضع.

يذكر أن العميد الطيراوي من الشخصيات التي كانت إسرائيل تطالب بتسليمها، بتهمة الوقوف وراء ما تسميه بـ«عمليات الإرهاب». وظل الطيراوي مرافقا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، خلال حصاره في المرحلة الأولى وظل مختفيا عن الانظار، إلى جرى الاتفاق بين السلطة الفلسطينية، لا سيما أبو مازن وإسرائيل، على رفع الحظر عنه. وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: «إن أبو مازن رفض استقالة الطيراوي، كما كان قد رفض استقالة جبريل الرجوب، مستشار الأمن القومي، عشية تنصيبه رئيسا للسلطة في 14 يناير (كانون الثاني) الماضي». وزعم المسؤول «أن استقالة العميد الطيراوي لم تكن جدية، بل تعبير عن احتجاج على وضع، لانها كما قال «جاءت شفوية وليست مكتوبة».

غير أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أمني رفيع، قوله إن الطيراوي سلم استقالته خلال اجتماع مع أبو مازن ورئيس الوزراء أحمد قريع (أبو علاء) وقادة أمنيين بارزين، في مقر الرئيس الفلسطيني، لاتخاذ إجراءات على ضوء الفوضى الأمنية في الشارع الفلسطيني. وقال المسؤول إن الطيراوي قال في استقالته إنه لا يستطيع العمل في ظل هذه الظروف. ولم يعرف ما إذا كان عباس قد قبل الاستقالة. وأضاف أن الطيراوي استقال «احتجاجا على الفوضى الأمنية». وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه: «جاءت (الاستقالة) احتجاجا على الفوضى في الأجهزة الأمنية، وعدم قيام قادة الأجهزة الأمنية بإنهاء الفوضى». وقال مسؤولون آخرون إن الطيراوي شكا من أن قادة أجهزة أمنية فلسطينية أخرى لم يفعلوا ما فيه الكفاية لفرض القانون كما وعد الرئيس الفلسطيني بعد أن تولى مهام منصبه خلفا للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وجاءت هذه الاستقالة بعد 24 ساعة على إطلاق مسلحين ينتمون إلى كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، النار على مقر الرئاسة (المقاطعة)، وذلك احتجاجا على طلب الرئيس محمود عباس (أبو مازن) من عدد من المطاردين المحتمين في المقر، مغادرته والعودة إلى الأجهزة الأمنية التي كانوا ينتمون إليها. وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: إن «هذا الكلام لم يعجب عددا منهم، فقاموا بإطلاق النار على مكتب الرئيس، الذي أمر بدوره الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المسلحين». وعاث عدد من المسلحين فسادا في رام الله فأحرقوا عددا من المطاعم».

وكذلك بعد الأحداث التي شهدتها مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، حيث أحرق مسلحون، يقال إنهم من سارقي السيارات أو من تجار المخدرات، الخيم التي يستريح فيها جفراد الأمن الوطني على الحاجز الأمني في طريق شويكة ـ طولكرم. وقال مسؤول في بلدية طولكرم لـ«الشرق الأوسط»، أن افراد الأمن الوطني على الحاجز أطلقوا النار على سيارة تجاوزت الحاجز ورفضت الانصياع لأوامرهم بالتوقف، فأصابوا أحد ركابها الذين تبادلوا إطلاق النار معهم قبل أن يحرقوا الخيم. وتمكنت الأجهزة الأمنية من اعتقال أعضاء المجموعة.