رئيس جمعية «الوفاق» ينزع فتيل أزمة «مسيرة الإصلاح»..ويلغي مسيرة «سلسلة بشرية»

أكد الولاء للقيادة البحرينية وهاجم بعض خطباء المساجد

TT

في الوقت الذي أعلنت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية عن إلغاء فعاليتها والمقررة أقامتها مساء اليوم تحت اسم سلسلة بشرية، وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة بين الجمعية والحكومة البحرينية على خلفية ما يعرف بـ«مسيرة الاصلاح»، أكد الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق حرص قوى المعارضة على أمن واستقرار البحرين وانتعاش الاقتصاد والاستثمارات بما فيها المشاريع الرياضية ذات المردود الاقتصادي، مشيرا إلى سباق الفورميلا 1 الذي بدأ رسميا أمس، وأدان الشيخ سلمان «كل استخدامات العنف» التي كان آخرها حرق لإطارات أمام مجمع السيف مساء امس الأول.

وقال رئيس جمعية الوفاق الوطني الاسلامية في خطبة الجمعة أمس وفي أول خطبة بعد توتر المواقف بين الحكومة و«الوفاق» إثر مسيرة يوم الجمعة الماضي، إن النسبة العالية التي نفتخر بها جميعا بالتصويت بالموافقة على ميثاق العمل الوطني وهي 98.4% تمثل وثيقة توافق وطني من اجل الإصلاح و«لكنها لا تعتبر نسبة الموافقين على التعديلات الدستورية بما تضمنه من مجلسين يتقاسمان حق التشريع، كما أن الهامش المتبقي من هذه النسبة لا يمثل نسبة المقاطعين للانتخابات النيابية وألا فإن من يطرحها يعلم أنها مغالطة للرأي العام المحلي ومكشوفة على الصعيد الإقليمي والدولي». وحمل الشيخ علي سلمان على عدد من الأصوات «التي تحاول إلغاء الرأي الآخر وتحقر رؤيته والتي تصر على أن الإصلاح لا يمر إلا من خلال رؤيتها» مشيرا في هذا الصدد إلى ضرورة احترام مختلف وجهات النظر في الوطن «سواء كنا سنة أم شيعة وعربا أم عجما وهذه هي رسالة المسيرة التي انطلقت في يوم الجمعة الماضي».

وهاجم الشيخ سلمان بعض زعماء التيار السلفي الذين تصدوا للمسيرة في خطبهم يوم الجمعة الماضي من دون أن يسميهم، مبينا أنه بالرغم من احترام وجهات النظر المختلفة «إلا اننا نستهجن ونرفض لغة التكفير والتخوين التي انطلقت من بعض خطب يوم الجمعة الماضي قبيل بدء المسيرة، حيث كان بإمكانهم مجادلتنا وليس سلبنا الإيمان والوطنية خصوصا انها تنطلق من منابر رسول الله (ص)».

وفي محاولة لإثبات ولاء المعارضة للحكم في البحرين، أكد الشيخ علي سلمان ان مسيرة يوم الجمعة الماضي «لم تأت لتغير النظام القائم في البلاد وقد أكدنا ذلك مرارا وبتوقيعنا للميثاق وما قبل ذلك وتشهد علينا ممارساتنا وفعالياتنا، فمن يرغب في تغيير النظام لا يجاهر برموزه ونشاطاته على مستوى عال من الشفافية، والمسيرة لم تكن بهدف استعراض العضلات أو إرباك الأمن ولم تكن من اجل الضغط بورقة الاقتصاد»، موضحا ان الحفاظ على السلم الأهلي جزء من استراتيجية المعارضة وكذلك الابتعاد عن استخدام وسائل العنف تجاه الآخر «فنحن أشد حرصا على أمن واستقرار البلد من أية جهة اخرى، رغم ادعاء طرف أنه حامي الأمن وان الطرف الآخر عكس ذلك والواقع يؤكد ما نقول».

وأوضح الشيخ سلمان إدانة كافة استخدامات العنف سواء لدى المعارضة أو أفراد أو الجهاز الرسمي، مشددا على استنكاره لما تم من تهديد لمدرسة البيان والقنابل الصوتية في المحرق وكذلك ما تم من حرق للإطارات عند مجمع السيف مساء امس الأول وكل استخدام آخر للعنف، وأكد أن قوى المعارضة تعمل على إصلاح النظام وتطويره حيث تكون في مواقع أشد عند مواقع الاصلاح خطابا وموقفا وتقديما للرؤى والتصورات، حيث لن تسمح هذه القوى باستمرار ظواهر الفساد في النظام التي تزيد من مظاهر الحرمان لمواطنين ووجود امتيازات لآخرين من دون وجه حق، وان المعارضة ستجاهر دائما بالمطالبة بالاصلاح، وتقدم رؤية من اجل المصلحة وخير وتحضر الوطن ولا تأخذها في الله لومة لائم.

وكشف أنه اجتمع مع أهم القوى الوطنية السياسية في البلد خلال الثلاثة أيام الماضية وجرت مباحثات في الوضع الراهن، حيث أكدت تلك القوى من جهتها على عدم قبولها بإيقاع عقاب على جمعية الوفاق الوطني الاسلامية بعد ان التزمت بالقانون وبسبب ممارستها لحقه الطبيعي في التعبير عن الرأي، مبينا أن ما يتم تناوله من عقوبة محتملة تسيء لسمعة البحرين على الصعيد الدولي ولدى المنظمات العالمية والأهلية، وقال إن عددا من الجمعيات السياسية أعلنت إعدادها لمهرجان تضامن مع جمعية الوفاق، وعن حرية التعبير عن الرأي في مبنى جمعية العمل الديمقراطي مساء غد واستخدام علم البحرين لوحده في هذا المهرجان.

وحول الاتهام باستخدام الضغط الاقتصادي قال الشيخ علي ان المعارضة لم تستخدم هذه الورقة فيما يعرف بأحداث التسعينات وذلك أن انتعاش الاقتصاد لا يمس الحكومة فقط رغم انها تفرح عندما تعطي مؤشرات وإن كانت كاذبة ولكننا كقوى شعبية وطنية نفرح عندما تكون هذه المؤشرات صحيحة وذلك لانها ستنعكس على حياة الناس وتنعش اقتصاداتهم وتوفر فرص العمل.

وأكد أن قوى المعارضة تشجع المشاريع الرياضية ذات المردود الاقتصادي وتتبنى بشكل صريح أفكار إصلاح سوق العمل المطروحة من قبل السلطة رغم تحفظنا على بعضها في حال تنفيذها بشكل غير متوازن، وكذلك تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد وزيادة حركة الاستثمارات وإزالة معوقاتها، رغم ما يمارسه النفوذ لدى البعض من إخافتها وتهريبها للخارج مثلما انتقلت مليارات الدولارات ومئات الشركات لدول خليجية مجاورة بسببها.