حصيلة الزلزال في إندونيسيا حوالي 1300 قتيل بحسب الأمم المتحدة

يزيد من مخاوف حدوث كوارث أخرى

TT

جاكرتا ـ غونونغ سيتولي (اندونيسيا) عواصم ـ وكالات الأنباء: يتزايد عدد ضحايا زلزال الاثنين الماضي الذي ضرب عددا من جزر اندونيسيا، ففي اخر احصاء حسب الامم المتحدة، بلغت الحصيلة الحالية حوالي 1300 قتيل. وقال فرنسوا ديرويسو منسق عمليات الامم المتحدة في مدينة غونونغ سيتولي كبرى مدن نياس «نقدر عدد القتلى الاجمالي بألف وثلاثمائة شخص، معظمهم قتلوا في غونونغ سيتولي، لكنها تقديرات تقريبية». وقدر نائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا حصيلة الزلزال، الذي بلغت قوته 8.7 درجة على مقياس ريختر «ما بين ألف وألفي قتيل».

في السياق ذاته، اكد الزلزال القوي الذي هز شمال اندونيسيا هذا الاسبوع مخاوف الخبراء من ان يكون الزلزال الذي وقع في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، قد تسبب في عدم استقرار زلزالي يمكن ان يستمر عشرات السنين ويودي بحياة الالاف. وخبراء الزلازل متأكدون بالفعل من ان الزلزال الذي ضرب قبالة جزيرة سومطرة الاندونيسية، كان نتيجة مباشرة لزيادة مستويات الضغط في القشرة الارضية، الذي نجم عن زلزال 26 ديسمبر الاخير. ويقول الخبراء انه يوجد الان خطر متزايد من حدوث زلازل قوية اخرى وليس مجرد توابع او هزات ارتدادية فقط في المنطقة، رغم ان توقعها بشكل دقيق ما زال امرا مستحيلا. وقال البروفيسور جون مكولسكي رئيس علوم البيئة بجامعة اولستر «مع الاسف هذا احتمال حقيقي.. العالم يعمل بهذه الطريقة. الزلازل تتجه لان تثير احداها الاخرى ومن ثم فان زلزالا واحدا تتبعه زلازل اخرى». وذكر شهود عيان ان الزلزال العنيف الذي ضرب ليل الاثنين الثلاثاء جزر نياس الاندونيسية وسيمولو، ادى الى تغيير تضاريس هذه الاراضي. واوضحوا ان اراضي تغطيها مياه البحر عادة، وخصوصا شعبا مرجانية، اصبحت مكشوفة الآن، بينما غمر المحيط مناطق كانت شواطئ.

وكشفت صور التقطها براين وليامز وهو استرالي يدير مخيما لرياضة بحرية في سيمولو عن شريط كبير من الرمال البيضاء في خليج غوسونغ، قال السكان انهم لم يروه قبل الزلزال.

من جهة اخرى، اعلنت مسؤولة في الامم المتحدة في غونونغ سيتولي (اندونيسيا) امس، ان جزيرة سيمولو تعرضت لاضرار اكبر مما كان متوقعا بعد هذا الزلزال. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ميشال ليبنر «لاحظنا في بعض المناطق دمارا يشمل حتى سبعين او ثمانين في المائة من البنى وبنسبة مائة في المائة في بعض القرى». واوضحت ان حوالى اربعين في المائة من السكان فروا من منازلهم، بالاستناد الى تقرير لبعثة تقييم شمل نصف الجزيرة الخميس.

وقد ادى الزلزال الى تهجير ثلاثين الف شخص على الاقل، حسبما ذكرت متحدثة باسم الامم المتحدة في جنيف بعد اربعة ايام من وقوعه.

وقالت اليزابيث بيرز: ان حوالى عشرين الف شخص نزحوا بعد الهزة في جنوب جزيرة نياس الاكثر تضررا بالزلزال. واضافت ان 12 الفا آخرين هجروا في منطقة سينابنغ وحدها في جزيرة سيمولو، مؤكدة ان حوالي ثمانين في المائة من مباني الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها سبعين الف نسمة تضررت او هدمت، كما ان قرى باكملها دمرت تماما.

كما حذر عالم استرالي امس من ان انفجار بركان عنيف في اندونيسيا يمكن ان يؤدي الى سقوط ملايين الضحايا بعد الزلزالين القويين اللذين ضربا البلاد بفارق ثلاثة اشهر.

وقال البروفيسور راي كاس من قسم العلوم الجيولوجية في جامعة موناش ان اقوى بركان في العالم هو بركان بحيرة توبا الذي يقع في جزيرة سومطرة الاندونيسية. واضاف كاس ان بحيرة توبا تقع على تصدع في وسط سومطرة في المنطقة التي قال علماء رصد الزلازل، انه يمكن ان تشهد زلزالا قويا بعد الزلزال الذي وقع في 26 ديسمبر.

وقال راي كاس ان الانفجار الاخير لهذا البركان وقع منذ حوالي 37 الف سنة وكان قويا الى درجة انه ادى الى تغيير مناخ الكرة الارضية بأسرها. واوضح ان هذا البركان اطلق في الجو الف كيلومتر مكعب من الرماد والصخور التي اغرقت الارض في ظلام واعادت العالم الى عصر الجليد. واكد ان هذه البراكين العنيفة تشكل اكبر تهديد للارض. واضاف ان زلزالا عنيفا سينفجر بالتأكيد ربما خلال بضع سنوات او خمسين سنة او الف سنة لكنه سينفجر بالتأكيد.