دمشق ترحب بـ«التناغم» بين لحود وصفير وقيادي في البعث يدعو الإعلام السوري لتطوير نفسه

TT

رحب عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في سورية سلام الياسين بما وصفته أوساط صحافية سورية بالتناغم بين الرئيس اللبناني العماد إميل لحود والبطريرك نصر الله بطرس صفير. وقال إن «سورية من حيث المبدأ ترحب بمثل هذا التناغم ليس فقط بين الرئيس لحود والبطريرك صفير بل بين جميع الأطياف اللبنانية تكون فيه مصلحة لبنان الواحد المتوحد المنتمي».

وأكد المسؤول الحزبي السوري خلال اجتماع المؤتمر السنوي الخامس للصحافيين السوريين أمس أن بلاده لم تكن يوماً ولن تكون، إلا مع تعزيز استقلال لبنان والحفاظ على وحدته وهويته، مشيراً إلى أن بعض الأصوات المعارضة كانت قبل ستة أشهر من الآن مؤيدين لكل ما هو موجود في لبنان، لكنهم وبعد أن خرجوا من موقع المسؤولية والقرار أو موقع المصالح، بات كل شيء في نظرهم خاطئا. وأعرب الياسين عن أمله في «أن يتسع المناخ أكثر فأكثر لمزيد من هذا التناغم»، ملاحظاً أن «ذلك يصب في مصلحة لبنان وبالتالي في مصلحة سورية»، ومشيراً في الوقت ذاته إلى أن «البعض في لبنان تألم للجرح الذي أصاب لبنان جراء اغتيال رفيق الحريري، فيما وظفه بعض آخر في خدمة مصالح وأهداف خاصة».

ورأى المسؤول السوري أن «يبقى السوريون واللبنانيون مؤمنين بأن وجود سورية في لبنان لا تخلقه قرارات ولا تمنعه قرارات لأنه وجود تاريخي وطبيعي لا يستطيع أحد أن يلغيه رغم كل شيء»، كما رأى أن ثمة حالة صحو عند الكثيرين «ممن أسكرتهم المصيبة فهرفوا بما لا يعرفون» وإن كل متوتر أو مشوش الرؤية سيأتي وقت يبصر فيه بطريقة أفضل فيسلك طريقاً أقوم.

واعتبر الياسين أن ما حدث في لبنان جراء اغتيال الحريري، كان أكبر من قدرة الإعلام السوري، مؤكداً أن هذا ليس اتهاماً للعاملين فيه، بل أنه وصف لواقع ينبغي من الجميع العمل على تغييره، من أجل أن يرتقي إلى مستوى التحديات التي تتعرض لها سورية.

وأكد الياسين ضرورة أن يكون الإعلام السوري قريباً من التوازن والتوازي مع حقول الإعلام الأخرى، وأن يتميز بقدرة إضافية قياساً للتحديات الاستثنائية التي تتعرض لها سورية، وأن من الضروري أيضاً وجود توازنٍ وتوازٍ بين مهمات الإعلام السوري والطموحات الوطنية السورية. ودعا الياسين إلى الارتقاء الجدي والفاعل بالمؤسسة الإعلامية السورية بما يستدعيه ذلك من جهد مادي وتقني ومعايير وأقلام، مؤكداً ضرورة انتهاج الموضوعية والدقة في نقل الأخبار، في إطار الأهداف والمسؤولية الوطنية والانتماء المشترك.

ولفت القيادي السوري إلى أنه لا يوجد في العالم إعلام منزه، أو إعلام غير قابل للخطأ أو الكسر، موضحاً أن التطوير بشكل عام ليس شعاراً، بل نهج وكفاءة وإصرار على الموقف المفترض اتخاذه من خلال الوعي لما يجب أن يكون.

وفيما رأى أن لأي دولة الحق في إعلامها الرسمي وفي إعلامها الحر، أشار الياسين إلى أن أميركا نفسها التي ترى أنها نموذج للحرية والديمقراطية في العالم، فإن صحافتها تلتزم سقوفاً لا تتجاوزها في حديثها عن مسائل يفترض أن تدافع عنها. وتساءل الياسين «لماذا مقبول للآخر أن يكون في حال، وغير مقبول لنا أن نكون في حال مشابه»؟ وتعرض القيادي البعثي السوري للضغوط الأميركية التي تتعرض لها بلاده في هذه الآونة، فقال «إننا نتعرض لأخطر أمراض العصر، وخاصة من خلال المصطلحات الخاطئة والشعارات الكاذبة التي تسير الدبابات وتسيل الدماء تحت أجنحتها، ولذلك فإنه يتوجب علينا أن نبحث عن مقومات البقاء حتى لا تأخذنا أمواج الطغيان».

ولدى تطرقه إلى ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج، وصف الياسين من تسعى واشنطن لتوظيفهم كمعارضة سورية، بأنهم «من الدمى التي تسير على خطى أحمد الجلبي». وأشار إلى أن «سورية جربت أكثر من مرة أن تخترق من الخارج، لكنها لم تخترق، لافتاً إلى أن ما يوجد في الداخل من شجون وهموم ومشاكل، أضعف من أن تؤثر في السور الواقي لسورية التي استعصت على الخرق الخارجي». وقال «على الرغم من الحالات الخطيرة جداً التي مرت بها سورية، لم يستطع الداخل المتشنج أو المشوش أن يجعل هذا السور قابلاً للاختراق».

وفي إشارته للمؤتمر القطري العاشر لحزب البعث والمزمع عقده مطلع شهر يونيو (حزيران) المقبل، أوضح الياسين أن عقد هذا المؤتمر يأتي في أوانه الطبيعي أي بعد خمس سنوات من المؤتمر التاسع، لافتاً إلى أنه «لم يوضع بعد جدول أعمال هذا المؤتمر، وأن التقارير التي ستعرض عليه لا تزال قيد الإنجاز، لكن المؤتمر سيناقش قضايا أساسية تهم كل المواطنين والوطن باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية وإيجاد جميع الوسائل والسبل التي تؤدي إلى ذلك، وذلك عبر تحول المواطن إلى شريك في صناعة القرار، في إطار الانتماء الوطني المسؤول، والحفاظ على الهوية الوطنية وتحمل المسؤولية الوطنية والقومية». وخلص الياسين إلى أن المؤتمر «سيستفيد من جميع الخبرات الوطنية والنقية والطاهرة الموجودة»، مؤكداً أن لحزب البعث تصوره لدوره وعلاقته بمؤسساته وبهيكليته وواقعه التنظيمي.