المنزل رقم 4 في حي الخالدية يشهد مواجهة الأمن مع رابع المتبقين من قائمة المطلوبين الـ 26

حي الخالدية.. اسم ارتبط بالإرهاب في مكة والرياض وبريدة

TT

ينتشر الازدحام في كل مكان، وتتراص السيارات في انتظار فرج في حركة المرور، التي تختلط فيها السيارات الصغيرة بالشاحنات الكبيرة. لا تستطيع أن تجد موقفاً لسيارتك إلا بصعوبة بالغة. أصوات طرق الحديد تتعالى يومياً، منذ الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساء، وتنخفض، كمّاً وقوّة، يوم الجمعة، عطلة نهاية كل أسبوع، ورائحة الزيت المنبعثة من الورش تنتشر في الهواء، ومعظم البيوت قديمة جداً، يعود بناؤها إلى منتصف السبعينات الميلادية من القرن الماضي، ومعظم الساكنين من العاملين في الورش الخاصة بإصلاح السيارات والمطابخ والأبواب.. التخطيط العمراني يمتاز بصغر حجم الشوارع بين المنازل.

هذا وصف لحي «الخالدية» أو الصناعية كما يطلق علية الناس، المكان الذي قتل فيه عبد الرحمن اليازجي صباح أمس في العاصمة السعودية. يقع الحي في نطاق بلدية البطحاء، المركز القديم لمدينة الرياض، الذي يضم 19 حياً، تشكل مساحة 39 ألف متر مربع، حيث يبلغ عدد سكان النطاق البلدي أكثر من 824 ألف شخص، بكثافة سكانية تبلغ 81.5 في المائة.

المنزل الذي قتل فيه اليازجي يقع في شارع أبي السيف في حي الخالدية (وسط إحدى المناطق الصناعية في الرياض)، ويحمل الرقم 4، وهو عدد من لا يزالون في حالة فرار من قائمة المطلوبين الـ 26. للمنزل مدخلان، أحدهما رئيسي، توجد به شرفة قديمة جداً، اسودت من آثار الحريق الذي شبّ في المنزل بعد بداية المواجهة الأمنية أمس. كتب على جداره اسم أصيل وذكريات لسالم عبد الله. ويفتقر الشارع للنظافة، حيث بدت الأوساخ منتشرة في كل مكان، واللون الأسود متشبث بكل شيء في الشارع، ويعود البيت في الأصل لشخص يدعى محمد عوض باوزير، انتهى من تشييده عام 1975، إلا أن البيت أثناء المداهمة، كان مستأجراً من قبل شخص يدعى عبد الكريم، يمني الجنسية، وكان سقف الباحة الصغيرة لمدخل المنزل مغلقاً بالألمنيوم. يقع البيت في منطقة قديمة من حي الخالدية، بها مستودع صغير للحديد، وطرقاتها قديمة ومليئة بالنتوءات الإسفلتية الكثيرة، حيث تصبح الحركة المرورية صعبة عند التقاء سيارتين في أي شارع.

الشقة التي سكنها اليازجي من الداخل، مليئة بالكتب الشرعية، والكتب السياسية والفكرية والاقتصادية من وجهة النظر المناهضة للرأسمالية. بعضها احترق من جراء النار المشتعلة داخل الشقة. غرفة النوم بدت طبيعية، وتوجد بها خزانة للملابس تحتوي على ملابس متنوعة للشباب والكبار مما يلبس في المجتمع الرياضي، كما وجد في غرفة النوم سرير للأطفال في أقصى الغرفة.

ويرتبط اسم الخالدية بالإرهاب بشكل يتجاوز مداهمة أمس، حيث تمت في 14 يونيو (حزيران) 2003، مداهمة شقة سكنية في حي الخالدية في مكة المكرمة، قتل فيها 5 مطلوبين أمنياً وقبض على 5 آخرين وعدد آخر من المشتبه فيهم، والقتلى الخمسة تم التعرف على اثنين منهم وهما: إبراهيم النفيسة (الخباب)، وعبد الحميد تراوري (أبو عبد الله المكي) مالي الجنسية، أما بقية الجثث فقد أسفرت التحقيقات، آنذاك، أن إحداها تعود لشخص يدعى عدنان (مجهول الهوية) والثانية لشخص يدعى خالد (مجهول الهوية) والثالثة مجهولة الهوية. وسبق لقوات الأمن السعودية تطويق حي الخالدية في بريدة ومسحه بسبب اشتباه وجود مطلوبين فيه.