مصادر حكومية كويتية لا تستبعد حل البرلمان «إذا استمر التصعيد»

TT

بعد تقديم وزير الصحة الكويتي الدكتور محمد الجار الله استقالته من الحكومة أول من امس، عبر رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد عن عدم ارتياحه للأسلوب الذي تم فيه التعبير عن طلب طرح الثقة، في إشارة إلى جلسة مجلس الأمة التي انعقدت يوم الاثنين الماضي وخصصت لمناقشة الاستجواب المقدم لوزير الصحة.

وأشار الأحمد إلى أن الاستجواب هو استحقاق ديمقراطي كفله الدستور للنواب بغية تحقيق المصلحة العامة للوطن والمواطنين، «إلا أن الأسلوب الذي انتهج في تقديم هذا الاستجواب عكس الابتعاد عن النهج المتبع في ممارستنا للديمقراطية وأضر بمسيرة التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، كما انه يعكس مؤشرات سلبية تمس الوحدة الوطنية». واكد حرص الحكومة على ممارسة الحقوق الدستورية بعيدا عن تلك الممارسات التي وصفها بالسلبية للرقي بهذا التعاون والوصول به إلى ما يحقق المصلحة الوطنية العليا، على حد تعبيره.

وخيمت على الأجواء السياسية الكويتية حالة من القلق والتوتر في أعقاب النتائج التي تمخضت عن الاستجواب الذي قدم إلى وزير الصحة الدكتور محمد الجار الله وما تبعها من إشاعات وسيناريوهات مختلفة تراوحت بين حل مجلس الأمة (البرلمان) أو توجه الحكومة إلى دخول جلسة طرح الثقة واستخدام أدواتها لتحقيق انتصار لصالح الوزير الجار الله.

ورغم أن العمل السياسي في الكويت تأقلم مع حالة التوتر شبه الدائم ونيات الحل الدستوري واللادستوري والتعديل الحكومي المحدود والموسع، فإن التداعيات التي تشهدها الساحة الكويتية أخيراً طرأ عليها تطور لافت تمثل في الرسالة التي وصفتها وسائل الإعلام المحلية بأنها قبلية وطائفية طبقاً لملامح أسماء النواب التي شاركت في لائحة طلب طرح الثقة والتي تشكلت من خمسة نواب شيعة وأربعة نواب.

وكان وزير الصحة الدكتور الجار الله قد أدلى بتصريح صحافي اتهم فيه أطرافاً حكومية بالمشاركة في دفع بعض النواب إلى تقديم طلب طرح الثقة لتكتيكات سياسية، لم يفصح عنها، بينما وصف العمل السياسي في البلاد بالمتردي والذي تم تغليفه بأسوأ غلاف وهو القبلية والطائفية، كما جاء في التصريح. وقال الجار لله: «لا أملك في نهاية فترة عملي الوزاري سوى القول إن مكامن الحرية ثلاثة : ضمائر حية، وقلوب زكية، وعقول ذكية، فإن خمدت روحها في مكانها فلا دساتير تنفع ولا قوانين تردع ولا محاكم تمنع، وتتعالى صيحات النفاق، وتغني شياطينه وترقص أبالسته على أنغام المصلحة الشخصية، فيجمد الفكر ويشرد الذكاء، وينمحي الإبداع».

وجاءت تصريحات الجار الله بعد أن تأكدت المعلومات بأن رئيس الحكومة الشيخ صباح الأحمد على وشك قبول الاستقالة والبحث عن بديل لتولي حقيبة وزارة الصحة، بعد أن تم خلال الأيام القليلة الماضية تعيين وزيرين جديدين لوزارة الإعلام والمالية، وقبول استقالة وزير المالية السابق محمود النوري.

من جهة أخرى، أوضحت مصادر حكومية لـ «الشرق الأوسط» أن ما تم تداوله بشكل واسع عن نية السلطة حل البرلمان بداية الأسبوع المقبل غير وارد رغم حالة الاحتقان السياسية الشديدة وامتعاض مراجع عليا من الممارسات النيابية في الفترة الأخيرة، والتي قد تدفعها إلى خيار الحل إذا استمرت حالة التصعيد في الفترة المقبلة.