إسرائيل تعتبر معارضة واشنطن للمستوطنات الجديدة وليس لتوسيعها ووزير إسرائيلي يؤكد أن بإمكان الحكومة البناء في القدس وضواحيها

عشية استقبال بوش شارون في مزرعته في تكساس

TT

عشية لقاء القمة بين الرئيس الأميركي، جورج بوش، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، في مزرعة كروفورد في تكساس، الأسبوع المقبل، يشتد النقاش في إسرائيل حول حقيقة الموقف الأميركي من الاستيطان في المناطق الفلسطينية المحتلة بشكل عام، وفي مدينة القدس الشرقية المحتلة وضواحيها بشكل خاص. ويفسر الإسرائيليون الموقف الأميركي على انه متفهم ومؤيد لقسم واسع من هذا الاستيطان.

ويعتمد هذا النقاش على الوعد الخطي الذي كان الرئيس بوش قد قطعه على نفسه في 14 ابريل (نيسان) من العام الماضي، وكافأ به شارون على خطته للانسحاب الكامل من قطاع غزة وتفكيك مستوطناته، إضافة إلى 4 مستوطنات نائية في شمال الضفة الغربية.

وقال بوش في حينه انه يتفهم التغييرات السكانية التي طرأت على الأرض في المناطق المحتلة عام 1967 (القدس والضفة الغربية وقطاع غزة)، حيث توجد كتل كبيرة، وان الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل في مطلبها أن تؤخذ هذه التغييرات في الاعتبار في المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية على التسوية الدائمة.

واستخدم شارون هذا الوعد كثيرا وهو يحاول إقناع الجمهور الإسرائيلي بجدوى خطة الانسحاب. وقال، أول من أمس، في لقائه مع مجموعة من المستوطنين الذين سيتم إجلاؤهم من غزة في الصيف المقبل، انه ضحى بمستوطنات قطاع غزة لكي يكسب المستوطنات القائمة في الضفة الغربية والقدس، وان «هذا المكسب التاريخي يعتبر اعترافا من أهم دولة في العالم بسيادتنا على الأرض التي يعتبرها العالم محتلة».

وذكّر شارون مستمعيه بأن حكومته بدأت التخطيط لأحد أهم المشاريع الاستيطانية في القدس، القاضي ببناء 3500 وحدة سكن في مستوطنة «معاليه أدوميم» الواقعة إلى الشرق من القدس المحتلة، فضلا عن مشاريع البناء الأخرى القائمة في شتى أنحاء المدينة وفي البلدة القديمة بشكل خاص «التي لا نكثر في الحديث عنها لأسباب تعرفونها جيدا»، كما قال.

ورد عليه المستوطنون بالتشكيك في ما يقول، وذكروا له أن المسؤولين الأميركيين ما زالوا ينكرون أنهم يؤيدون البناء الاستيطاني. وأخبروه بالتصريح الذي ألقاه الرئيس بوش في اليوم نفسه وقال فيه إن إدارته تعارض البناء الاستيطاني.

فأجاب وزير الصحة، داني نافيه، أن الرئيس بوش قال انه يعارض توسيع المستوطنات بمعنى انه يعارض إقامة مستوطنات جديدة ويريدنا أن نبدأ في إزالة البؤر الاستيطانية غير القانونية. لكنه لم يعارض البناء داخل الكتل الاستيطانية القائمة التي سنطالب بأن تضم إلى حدود إسرائيل في مفاوضات التسوية النهائية. وبناء على ذلك ـ أضاف نافيه «بإمكاننا أن نواصل البناء في القدس وضواحيها وفي أرئيل (اكبر المستوطنات القائمة في منطقة نابلس وتدخل في العمق الفلسطيني مسافة 25 كيلومترا عن الخط الأخضر لحدود 1967، وكذلك في منطقة غور الأردن.

وقال شارون من جهته إن البناء الاستيطاني سيستمر في كل المناطق التي لا يوجد عليها خلاف، لكنه لم يحدد هذه المناطق. وكشفت مصادر إسرائيلية عليمة أن هناك توجها جديدا في واشنطن حول موضوع التسوية النهائية للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني مبنيا على تأجيل البت فيه إلى أجل غير مسمى. فخلال الاجتماع الذي عقده مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، ستيفن هادلي، مع مستشاري شارون، دوف فايسغلاس وشالوم تورجمان، اللذين يعدان للزيارة في تكساس، قال هادلي إن الحديث عن التسوية النهائية الآن يعني الحديث عن حدود. والحديث عن حدود في هذه المرحلة يقود فقط إلى الفشل. علينا إذن، أن نتحدث عن المؤسسات». ولاحظ المسؤولان الإسرائيليان أن مضيفهما هادلي قال هذه الكلمات وهو يقرأ من الورق، مما يعني ان أقواله أعدت في هيئات عليا. وأوضحا ان القول «علينا ان نتحدث عن مؤسسات»، يعني ان التركيز سيتم الآن على هوية الدولة الفلسطينية. هل ستكون دولة ديمقراطية أم كيانا فوضويا، ينتشر فيه المسلحون.

وقال فايسغلاس ان الإدارة الأميركية اقتنعت في الأيام الأخيرة، خصوصا بعد إطلاق الرصاص على مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وتخريب المطاعم في رام الله، بأن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى وقت طويل حتى تستحق لقب دولة. وأضاف «ربما تكون اقتنعت أيضا بما نقوله نحن في إسرائيل من ان التنظيمات الإرهابية تنوي استئناف عملياتها الإرهابية فور إتمام الانسحاب من قطاع غزة، ولذلك يجب عدم الاستعجال وانتظار ما سيحدث لاحقا، وفقط بعدئذ الانتقال إلى تقدم حقيقي في المسيرة السلمية».