مدغشقر تجمد اعترافها بجمهورية البوليساريو وتوقع إطارا للتعاون الشامل مع المغرب

TT

انضمت جمهورية مدغشقر الى قائمة الدول الافريقية التي سحبت أو جمدت اعترافها بالجمهورية الصحراوية التي اعلنتها من جانب واحد جبهة البوليساريو، في منتصف السبعينيات.

وجاء اعلان التجميد في مناسبة الزيارة التي يقوم بها الى المغرب رئيس مدغشقر مارك رافالومانانا، على رأس وفد مهم يضم رجال الصناعة والاقتصاد.

واعرب الرئيس الملغاشي عن تأييده لفكرة تجميد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية بمجرد وصوله الى العاصمة المغربية، واكد ذات الموقف خلال مأدبة العشاء التي اقامها على شرفه الليلة قبل الماضية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وجرى فيها تبادل الخطب بين الملك وضيفه الذي اعرب عن امله في ان يتعزز السلام عبر الحل السلمي لمشكل الصحراء، مضيفا ان بلاده تقف في صف الدول المؤيدة لجهود الامم المتحدة، ما يحتم على مدغشقر ان تجمد الاعتراف بالجمهورية الصحراوية.

واكد مانانا ان حل القضية لن يتم الا اذا تم التفاوض بشأنه من طرف كل الاطراف المعنية في اطار الشرعية الدولية، مشيدا بالمساعدات التي تتلقاها بلاده من المغرب، مضيفا ان زيارته الحالية فرصة لاقامة تعاون فعال بين البلدين في مختلف المجالات.

ونوه الرئيس الملغاشي بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني اللذين ارسيا علاقات متينة مع بلاده، معتبرا ان ميراث التاريخ المشترك يشكل عصب الاخوة الحالية. ووصف الملك محمد السادس بالشريك الجدير بالثقة.

ولم يفت رئيس مدغشقر ان يتعرض بتأثر لذكرى حزينة، حينما نفيت الاسرة المالكة المغربية الى بلاده عام 1954 اثر اقدام سلطات الحماية الفرنسية على عزل الملك الشرعي محمد الخامس، واستبداله بصنيعة. وهو الحادث الذي قال الرئيس مانانا انه سيظل عالقا بذاكرته كما في ذاكرة كل الملغاشيين.

وكانت عمة العاهل المغربي الاميرة للا أمينة التي يتذكر المغاربة صورتها وهي طفلة صغيرة الى جانب والدها الملك محمد الخامس، وهما في الاسر، قد زارت مدغشقر في ذكرى مرور نصف قرن على نفي والدها الملك محمد الخامس واسرته، والتقت ببعض الناس الذين ما زالوا على قيد الحياة، الذين حكوا عن ذكريات مقام الاسرة المالكة بينهم. كما تفقدت الاميرة الاماكن التي اقامت بها الاسرة.

وسجلت زيارة للا أمينة في برنامج وثائقي بثته القناة التلفزيونية الثانية، ترك اثارا في نفس المغاربة من كل الاعمال، بعد اطلاعهم على الظروف القاسية التي واجهها الملك محمد الخامس واسرته جراء رفضه الانصياع الى مطالب سلطة المقيم العام الفرنسي المارشال جوان، ومساندة الملك لنضال الحركة الوطنية الداعية للاستقلال.

وكانت مدغشقر، التي كان يحكمها نظام ذو توجه ماركسي قد اعترفت بالجمهورية الصحراوية اثناء موجة الاعترافات الافريقية، اعتقادا من الدول المعترفة بها ان الجمهورية المعلنة من طرف البوليساريو، تعتبر بؤرة ثورية، ستدعم الحركة الثورية العالمية.

الى ذلك وقع امس المغرب ومدغشقر عددا من اتفاقيات التعاون تشمل انشاء لجنة مشتركة ، فضلا عن ثلاث اتفاقيات تهم الميادين الدبلوماسية والثقافية والسياحية. كما اجتمع الرئيس الملغاشي الى رئيس مجلس النواب المغربي عبد الواحد الراضي.