«مام جلال» بدأ حياته مع ملا بارزاني وعمل صحافيا وقائد كتيبة دبابات

صدام عفا عن كل الأكراد إلا طالباني

TT

يعتبر جلال طالباني زعيم «الاتحاد الوطني الكردستاني» والذي يلقبه الاكراد «مام» أي «العم» ابن الثورة الكردية المخلص لها بالرغم من اختلافه سياسيا مع زعيم ومؤسس هذه الثورة ملا مصطفى بارزاني. ويكفي ان نعرف ان طالباني وصل الى مرحلة متقدمة في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اسسه بارزاني الاب وهو في سن الثامنة عشرة. وقد عرف عن طالباني دعمه الدائم للمعارضة العراقية واصراره على تحقيق الديمقراطية في عموم العراق خلال مفاوضاته السابقة مع الحكومات العراقية المتعاقبة. ويذكر ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كان قد أصدر عفوا عن جميع الاكراد الا طالباني.

وفيما يلي ابرز المحطات في حياة الزعيم الكردي الذي انتخب أمس من قبل الجمعية الوطنية أول رئيس كردي للعراق:

ـ ولد جلال طالباني عام 1933 في قرية (كلكان) القريبة من بحيرة دوكان بكردستان العراق.

ـ تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدينة كويسنجق الكردية، وتلقى التعليم الثانوي في مدينتي أربيل وكركوك.

ـ دخل النضال الوطني الكردستاني والعراقي وناضل نضالا جادا مريرا من أجل نيل الحقوق القومية العادلة للكرد، وتحقيق الديمقراطية للشعب العراقي بكل قومياته وتوجهاته وأطيافه حتى اعتبره البعض مفكر الديمقراطية والتعددية في كردستان والعراق.

ـ انتخب عام 1951 عضوا في اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني وله من العمر 18 سنة. ولم يحصل أحد من الكرد في تاريخ ذلك الحزب على تلك المسؤولية في مثل تلك السن المبكرة لحد الآن، مما يدل على مدى نبوغه السياسي، ووعيه الاجتماعي في مقتبل العمر.

ـ شكلَ مع مجموعة من الطلاب عام 1953 اتحاد طلبة كردستان بشكل سري، وكان عمره آنذاك 20 عاما، وبذلك يعود الفضل اليه والى رفاقه في ايجاد هذا التنظيم بين الطلبة لأول مرة. ونظرا لنشاطه السياسي، وهو في ذلك العمر، أصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أسسه ملا مصطفى بارزاني.

ـ عند حصوله على الشهادة الثانوية رغب الدخول في كلية الطب إلا أن السلطات الأمنية العراقية منعته من تحقيق تلك الرغبة بسبب نشاطه السياسي.

ـ تمكن من دخول كلية الحقوق في بغداد عام 1953، إلا أنه اضطر الى الاختفاء عام 1956، ولم يتمكن من اتمام الدراسة فيها.

ـ إثر ثورة 14 يوليو (تموز) 1958 استأنف الدراسة في كلية الحقوق مرة أخرى، كما عمل في تلك الفترة صحافيا ومحررا في صحيفتي «خه بات» (النضال) و«كردستان» لسان حال الحزب الديمقراطي الكردستاني.

ـ تخرج من كلية الحقوق عام 1959 واستدعى الى الخدمة العسكرية في الجيش العراقي، وتخرج كضابط احتياط وخدم في وحدات المدفعية والدروع الى ان أصبح قائدا لكتيبة دبابات.

ـ بعد ثورة 14 تموز 1958 كان ضمن وفد اتحاد طلبة كردستان الى الاتحاد السوفياتي والتقى هناك بالجنرال ملا مصطفى البارزاني.

ـ عندما أعلنت الثورة الكردية في سنتمبر (أيلول) 1961 كان طالباني عضوا في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني. وتسلم كقائد مسؤولية قيادة جبهات كركوك والسليمانية. وقاد المقاومة في مناطق (ماوت وجه مي ريزان وقرداغ). ـ في عام 1962 قاد هجوما قويا أدى الى تحرير قضاء (شاربازير) من القوات الحكومية.

ـ واصل طالباني ورفاقه عملهم السياسي حتى حدث الانشقاق بين طالباني ورئيس الحزب ملا مصطفى بارزاني الذي كان يريد تنحية ابراهيم أحمد من مسؤوليته سكرتيرا للحزب وتعيين طالباني محله، فأرسل بارزاني رسالة الى طالباني يطلب فيها حضوره عنده، وذكر ضمن الرسالة الآية القرآنية الكريمة، ما قاله النبي نوح عليه السلام لولده «يا بني اركب معنا ولا تكن مع القوم الكافرين». لكن طالباني لم ينفذ ما طلبه منه رئيس حزبه. فأصدر بارزاني امرا بتنحية طالباني من (هيز) «قوات رزكاري»، وتنحية كل من: عمر دبابة من قوات كاوة، وعلي عسكري من قوات خه بات، وكمال مفتي من قوات قرداغ. وعين بدلا منهم كلا من العقيد الركن عبد الكافي النبوي ونوري معروف ورشيد سندي ونوري ملا رحيم. ثم شكل طالباني حزبه الذي انشق عن «الديمقراطي الكردستاني»، واطلق على حزبه الجديد تسمية «الحزب الثوري الكردستاني» الذي تحول فيما بعد الى «الاتحاد الوطني الكردستاني». ـ في عام 1970 عقد الحزب الثوري الكردستاني بزعامة طالباني مؤتمرا في مدينة كلار. بعد اتفاقية 11 مارس (آذار) عام 1970 ومنح الشعب الكردي الحكم الذاتي، والاعتراف بوجود قوميتين في العراق، القومية العربية والقومية الكردية، التأم الجناحان; جناح الحزب الثوري الكردستاني، وجناح الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأصبح طالباني ممثل الحركة التحررية الكردية أولا في بيروت لفترة معينة، ثم في القاهرة حتى نكسة الحركة الكردية عام 1975 بعد اتفاقية الجزائر التي تخلى فيها شاه ايران عن دعمه للاكراد.

ـ شارك في عام 1967 في (ندوة الاشتراكية العربية) في الجزائر وقدم العديد من المحاضرات والندوات الخاصة بالكرد والاشتراكية والوحدة العربية التي نالت استحسان الحضور.

ـ في بداية عام 1975 زار مصر واجرى سلسلة من المباحثات مع المسؤلين واقنعهم بان تقوم مصر بدور الوساطة بين الثورة الكردية والحكومة العراقية اثناء انعقاد مؤتمر القمة، غير ان اتفاقية الجزائر قضت على الثورة بعد ان قطعت كافة السبل لمساعدة الثورة.