اليمن: لجنة وساطة رئاسية تلتقي بالرزامي الرجل الثاني بتنظيم الشباب المؤمن لإقناعه بالاستسلام

كمين ثان يتعرض له كبير مشايخ صعدة

TT

اكدت مصادر قبلية في محافظة صعدة ان لجنة الوساطة الرئاسية التقت امس بالرجل الثاني في تنظيم الشباب المؤمن في منطقة نشور الواقعة شمال مدينة صعدة.

وقالت ذات المصادر لـ«الشرق الاوسط» ان هذا اللقاء الذي تم بين اللجنة وعبد الله الرزامي هو الاول منذ ان اعلن عن تشكيلها بعد اندلاع التمرد الثاني الذي تشهده بعض مناطق هذه المحافظة خلال ستة اشهر، مشيرة الى ان صعوبات كبيرة تجابه هذه اللجنة في مهمتها والمحددة بإقناع رجل الدين الشيعي بدر الدين الحوثي الاب واتباعه بالاستسلام للسلطات واحالتهم للعدالة. وقالت ذات المصادر ان الرزامي اصر على عدم الاستسلام للقوات الحكومية والتوقف عن المقاومة. فيما ذكرت مصادر محلية لـ«الشرق الاوسط» ان الشيخ حسن مناع الامين العام للمجلس المحلي في محافظة صعدة هوجم امس من كمين نصبته له مجموعة من انصار الحوثي في احدى الضواحي القريبة من مدينة صعدة. واوضحت ان خمسة من مرافقيه اصيبوا بجروح مختلفة في هذا الهجوم. ويعتبر الشيخ مناع الذي نجا من هذا الهجوم من ابرز المشايخ في محافظة صعدة وهذا الكمين هو الثاني الذي يستهدفه في اقل من اسبوع حيث كان قد تعرض لمحاولة اغتيال يوم الاحد الماضي من قبل كمين مماثل وجرح اثنان من مرافقيه.

وينظر المراقبون الى موقف الرزامي برفض المطلب الرسمي بالاستسلام وانهاء المقاومة من التحديات التي تقف امام لجنة الوساطة الحكومية والقبلية التي يرأسها زعيم حزب الحق القاضي احمد الشامي الذي واجه حزبه ظروفا سياسية صعبة عندما اعلن حسين بدر الدين الحوثي الابن الذي قتل في الصيف الماضي الانشقاق عن حزب الحق والاتجاه نحو انشاء تنظيم الشباب المؤمن الذي ارتكز على المفاهيم الفكرية والفقهية للمذهب الزيدي. الا ان السلطات تعتبر هذا التنظيم تنظيما ارهابيا وخارجا عن المذهب الزيدي. ويصنف من حيث التوجه الى قربه من المذهب الشيعي الاثني عشري كما انه يتبنى الفكر المقاوم للولايات المتحدة واسرائيل المستوحى من تجربة حزب الله اللبناني ويرفع شعار الموت لأميركا، الموت لاسرائيل. ويلقى هذا الشعار رفضا مطلقا من قبل السلطات اليمنية اذ تصفه بحق اريد به باطل. وتعول بعض الاوساط على نجاح مهمة اللجنة بدرجة كبيرة رغم التحديات التي تواجهها الى ما يمكن ان يلعبه الشيخ صالح محمد بن شاج من دور في هذه الازمة وبخاصة وهو الذي اقنع عبد الله الرزامي بالاستسلام للقوات الحكومية وعدم المقاومة بعد ان قتل حسين بدر الدين الحوثي مؤسس وقائد التمرد الذي وقع في منطقة جبال مران وبدأ في الـ18 من يونيو (حزيران) وحتى الـ10 من سبتمبر (ايلول) من العام الماضي وادى من جراء الحرب التي استعرت في هذه المنطقة الى مقتل اكثر من 400 من انصار الحوثي والقوات المسلحة اليمنية وقوات الأمن. فيما تشير التوقعات المعنية برصد خسائر التمرد الجديد الذي تتهم السلطات والد حسين الحوثي بقيادته الى ان الضحايا من اتباع الحوثي يقدرون بنحو 150 قتيلا ومن القوات الأمنية وقوات الجيش باكثر من ثلاثين قتيلا.