الأمير رينييه وغريس كيلي .. قصة حب رومانسية

باريس: انعام كجه جي وميشال أبو نجم

TT

شعر الكثيرون بالحزن لوفاة الامير رينييه، لا على حاكم سرق الكثير من الأضواء، انما على بطل واحدة من اشهر قصص الحب في القرن العشرين، انها قصته مع نجمة هوليوود السابقة الاميرة الراحلة غريس كيلي التي طبعت بصماتها في كل انحاء امارة موناكو لفترة طويلة بعد وفاتها في حادث مأساوي حين كانت في الثانية والخمسين من العمر.

وحتى اخر ايام حياته، كان الامير رينييه يصر على التقاط الصور الرسمية للعائلة امام لوحة للاميرة غريس لتظهر في صوره مع اولاده. واتخذت قصة الحب الرومانسية بين الامير وغريس كيلي سمات الحكايات الخيالية. فقد التقيا خلال مهرجان (كان) السينمائي حين كان الامير البالغ من العمر 32 عاما عازما على الزواج، حيث انه في حال عدم انجابه وريثا تعود الامارة الى سلطة فرنسا.

وكانت غريس كيلي تصغره بثلاثة اعوام ونجمة هوليوودية معروفة، وهي الممثلة المفضلة لدى المخرج الفرد هيتشكوك. في خضم تلك الابهة، انتقلت غريس كيلي الى الريفييرا في ربيع 1955 للمشاركة في المهرجان لدى عرض اخر فيلم لهيتشكوك «تو كاتش ايه ثيف» (لاعتقال سارق) الذي لعبت دور البطولة فيه مع الممثل كاري غرانت. وهناك التقت الامير رينييه، حيث لم يتأخرا كثيرا ليعلنا عن خطوبتهما في يناير (كانون الثاني) 1956 وتم الزواج في أبريل (نيسان) من السنة نفسها. وكان الزواج باذخا جدا وعد الافخم خلال تلك الحقبة، حيث وصلت غريس كيلي الى خليج موناكو على متن يخت الامير، فيما القت طائرة بحرية استأجرها المليونير ارسطو اوناسيس آلاف ورود القرنفل الحمراء والبيضاء. وتابع 30 مليون مشاهد على التلفزيون الحفل الذي جرى في كاتدرائية موناكو حيث وصلت الممثلة الاميركية مرتدية فستانا من وحي عصر النهضة وسحب منه ذيل من القماش المخرم بلغ طوله 290 مترا قدمته استديوهات «متروـ غولدوين ـ ماير». وهذا العدد من المشاهدين اعتبر رقما قياسيا لتلك الفترة. وعملت الاميرة غريس جاهدة للحفاظ على صورتها هذه، وتخلت عن مجد الشاشة الكبرى من اجل ابهة اللقب الاميري. وانجبت ثلاثة اولاد، كارولين (1957) والبير (1958) وستيفاني (1965). وانتهت مسيرتها السينمائية بطلب من رينييه الذي كان لا يشجع ايضا عرض افلامها في الامارة. وقبل ذلك قيل انها كانت لا تزال تأمل في العودة الى التمثيل في فيلم هيتشكوك «مارني» عام 1964 لكن تم ثنيها عن ذلك.

وانتهت القصة حين انحرفت سيارة الروفر التي كانت تقودها على طريق جبلي في 14 سبتمبر (ايلول) 1982 خارج موناكو. ومع زواج رينييه اذن من الجميلة غريس كيلي، أصبحت موناكو قبلة للباحثين عن الأضواء والمغامرات. ولكن بعد رحيلها تكسر عصب الحياة لدى رينييه الذي رفض التزوج مجددا مفضلا وحدة القصر وصحبة ابنته البكر كارولين التي سعت لتخفيف وطأة غياب والدتها الأميرة الجميلة على والدها.