الشرطة الإسرائيلية تمنع مظاهرة اليهود وتقيد دخول المصلين للحرم

يوم غضب فلسطيني احتجاجا على مظاهرة القوى اليمينية في الأقصى

TT

دعا الفلسطينيون الى تحويل صلاة الجمعة، اليوم، في المسجد الأقصى المبارك الى يوم غضب جماهيري واسع، تعبيرا عن احتجاجهم على خطة يهود يمينيين متطرفين لاداء صلاة استفزازية في الحرم القدسي الشريف بعد غد، رغم قرار المنع الرسمي الذي أصدرته الشرطة الاسرائيلية. واعتبر الفلسطينيون تلك المظاهرة اعتداء على قدسية الحرم الشريف واستفزازا لمشاعرهم الدينية والقومية. وأعربوا عن خشيتهم من ان تكون المظاهرة غطاء لاعتداء ارهابي يبيته بعض المتطرفين اليهود ضد المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة أو ضد المصلين المسلمين.

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد اتخذت قرارا بمنع دخول اليهود الى الحرم القدسي الشريف يوم الأحد، وذلك للمرة الأولى منذ سنة ونصف السنة. وعللت قرارها بالقول ان المبادرين للمظاهرة ينوون ادخال 10 آلاف مصل يهودي الى الحرم القدسي، وفي هذه الظروف، يوجد خطر اشتعال صدام دام بينهم وبين المسلمين. وأوضحت انها ستسمح فقط لمجموعات صغيرة من اليهود ان يدخلوا للصلاة، وذلك وفق تصاريح خاصة تعطى بعد يوم الأحد. وفي الوقت نفسه قررت الشرطة تقييد دخول الفلسطينيين الى الحرم القدسي، فمنعت مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة بتاتا وأعلنت انها ستمنع دخول فلسطينيي 48 الذين سيحاولون النوم في الحرم حتى يوم الأحد. يذكر ان كبار الحاخامات اليهود في اسرائيل يعارضون مظاهرة اليمين ويرفضون مبدئيا دخول اليهود الى الحرم القدسي الشريف.

فهم يعتقدون بأن الحرم يقوم على حطام هيكل سليمان ويخشون ان تدوسه أقدام اليهود وتمس قدسيته. لكن اليمين المتطرف في اسرائيل يكفر بهذه الفتوى، ويستند الى فتوى أخرى أصدرها الحاخام شلومو غورن، الحاخام الرئيسي السابق للمؤسسة الدينية في الجيش الاسرائيلي، والذي قام في سنة 1967 باجراء قياس للمسافات بين حائط البراق (المبكى)، الذي يعتقد اليهود أنه أحد جدران الهيكل، وبين الحرم، فحدد بناء على ذلك الأماكن المسموح لليهود دخولها والأماكن الأخرى التي يحظر دخولهم اليها.

ولكن الدوافع للمظاهرة، بعد غد، في الحقيقة ليست دينية، بل سياسية محضة. والغرض منها هو اشعال التوتر في المنطقة لعرقلة تنفيذ «خطة الفصل» (الانسحاب الكامل من قطاع غزة والانسحاب الجزئي من شمال الضفة الغربية وازالة المستعمرات اليهودية منهما واخلاء المستوطنين). وقد نشرت الشرطة الاسرائيلية حوالي ألف شرطي في مناطق البلدة القديمة في القدس، منذ صباح أمس، من أجل مواجهة التطورات الناجمة عن مظاهرة اليمين الاسرائيلي والرد الفلسطيني عليها.