أولى الرحلات بين شطري كشمير منذ أكثر من نصف قرن

متشددون يفشلون في وقف قافلة السلام في كشمير

TT

جسر السلام (الحدود الباكستانية الهندية) ـ وكالات الأنباء: في واحدة من أهم خطوات التقارب واكثرها اثارة في عملية السلام، انطلقت امس ما اصطلح على تسميته بـ«قافلة السلام»، عبر حافلات مسيرة بين شطري اقليم كشمير الهندي والباكستاني الذي قسمته الحرب منذ 60 عاما تقريبا. وانطلقت حافلات من سريناغار الهندية ومظفر اباد الباكستانية في نفس الوقت، في اولى الرحلات بين شطري كشمير، لكن هجوما استهدف احدى الحافلتين الهنديتين بدون أن يسفر عن إصابات. وتعرضت الحافلة للهجوم في بلدة سينغبورا على بعد حوالي 17 كلم من سريناغار العاصمة الصيفية لكشمير الهندية، حيث انطلقت الحافلتان منها صباح امس. وأوضحت الشرطة ان المهاجمين الذين يعتقد انهم انفصاليون اسلاميون ألقوا قنبلة يدوية وأطلقوا النار من رشاش من دون ان يؤدي الامر الى اصابات وتوقفت الحافلة بضع دقائق قبل ان تواصل سيرها.

وكانت الحافلتان الهنديتان غادرتا سريناغار لنقل 24 مسافرا تحت حماية عسكرية مشددة، بعد ان اعطى رئيس الوزراء مانموهان سينغ اشارة بدء الرحلة. فيما غادرت حافلة باكستانية مدينة مظفر اباد من الجهة الاخرى الباكستانية متوجهة الى الشطر الهندي من كشمير وتقل حوالي ثلاثين راكبا، وفي حضور رئيس وزراء كشمير الباكستانية اسكندر حياة. وقال سينغ في الجانب الهندي «انه يوم سعيد لنا. قافلة المحبة بدأت تتحرك». اما اسكندر حياة في الجانب الباكستاني، فقد أكد انها «لحظة تاريخية».

وتقرر استئناف رحلات الحافلات بين سريناغار ومظفر اباد، كبرى مدن كشمير الباكستانية، في فبراير (شباط) في إجراء رمزي للتقارب الذي بدأ مطلع 2004 بين نيودلهي واسلام اباد بعد الحروب الثلاثة التي دارت بين البلدين في الماضي، اثنتان منها حول كشمير. لكن رغم الارادة السياسية فى الجانبين لإحداث مثل هذا النوع من التقارب، هددت مجموعات من الانفصاليين الاسلاميين المعارضين للتقارب بين الهند وباكستان بمهاجمة ركاب الحافلتين اللتين انطلقتا من سريناغار وقد وصفهما المتمردون بانهما «نعشان متنقلان». وكانت مصادر رسمية ذكرت ان شخصين قتلا وجرح ثمانية آخرون في هجوم شنه ناشطون يعتقد انهم متمردون اسلاميون في سريناغار في كشمير الهندية، واستهدف مركزا تم فيه تجميع 25 شخصا ليسافروا في اول رحلة في حافلة بين شطري كشمير.

ومع ان العملية شابها حادث وتخويف، الا انها كانت مناسبة للبعض لكى يشعروا ببعض الفرح، لقد بكى البعض من فرط السعادة وهم يعبرون «جسر السلام» الى كشمير الهندية. وقال شهيد بهار وهو محام من مظفر اباد عاصمة كشمير الباكستانية «لا يمكنني السيطرة على عواطفي. انني اضع قدمي على ارض وطني الام». وقال بهار الذي عبر والده الى الجانب الاخر في عام 1949 «انني آتي الى هنا للمرة الاولى لألتقي مع اقاربي. لقد كان حلمي. انه امر لا يصدق. الجميع هنا».

وعلى مسافة 170 كيلومترا بالطريق البري في مظفر اباد القى المودعون الورود عندما بدأ ركاب الحافلة التي طليت باللونين الاخضر والاصفر يصعدون على متنها في الطريق الى «جسر السلام» الذي طلي في الاونة الاخيرة باللون الابيض. وكتب على لافتة تستقبل المسافرين عند مدخله «لا يوجد دين يعلم العداء نحو الآخرين».