النكتة العراقية تواكب الأحداث وتدخل «لبن أربيل»

ضمن الحصة التموينية بعد انتخاب الكردي جلال طالباني رئيسا للبلاد

TT

«قررت وزارة التجارة العراقية بمرسوم عاجل اضافة مادة لبن أربيل الى الحصة التموينية بمناسبة تولي زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني رئاسة الدولة في العراق».

هذا ليس قرارا رسميا بل نكتة من النكات الشائعة اليوم في بغداد والتي تتداول عبر الهواتف الجوالة (الموبايل) ومن خلال المواقع العراقية العديدة على شبكة الانترنت الدولية. ولبن أربيل مشهور في العراق كله وخصوصا بغداد، بسبب نكهته الخاصة. وأشهر محال بيع هذا اللبن في العاصمة العراقية كان يوجد امام المدخل الرئيسي لوزارة الدفاع. ولسنوات طويلة شاعت نكتة تقول ان العاملين في وزارة الدفاع يمنحون عناوينهم البريدية كالتالي «وزارة الدفاع مقابل لبن اربيل، بغداد ـ العراق». في عهد النظام السابق كانت النكتة التي تلمح الى النظام وتصرفاته او تصرفات احد اركانه كفيلة بارسال راويها الى الاعدام. وبقيت النكات السياسية في ظل نظام الرئيس المخلوع صدام حسين تتداول بحدود سرية للغاية ومحدودة، وفي احيان كثيرة لم يكن الزوج يجرؤ حتى رواية نكتة ما امام زوجته او اولاده كي لا تتسرب من عائلته ويكونوا الضحية.

واستنادا لآراء باحثين اجتماعيين فان النكتة هي وليدة الضغوط الاجتماعية وليست وليدة الرفاهية، والظروف التي مر بها العراقيون خلقت منهم صنَاع نكتة سريعة ومواكبة للاحداث. ومع شيوع استخدام الهاتف الجوال صارت النكتة تنتشر خلال دقائق الى مساحات شاسعة في البلد وفي انحاء العالم. يقول احمد صالح، صاحب محل لبيع الاجهزة الجوالة وسط بغداد، «جاءني قبل ايام شاب في مقتبل عمره وطلب مني ان انقل له كل النكات الموجودة من جهازه القديم الى الجهاز الجديد وعندما تصفحتها وجدتها تحمل طابعا سياسيا بحتا لكنها مضحكة للغاية وقد تمحورت حول الانتخابات والقرارات الحكومية وخاصة حول مشاركة الاخوة الاكراد للمرة الاولى في حكم العراق»، واضاف صالح ان احدى تلك النكات تقول «تم بقرار ديمقراطي فيدرالي اختيار اغنية (كرد وعرب فد حزام) كنشيد وطني خارجي، وأغنية (ا,ي نرجس، نرجس، نرجس)، وهي اغنية مشهورة ومعروفة من قبل اكراد وعرب العراق الى نشيد وطني داخلي». ولم تسلم بعض الممارسات والرموز من هذه النكات ومنها ما يقول ان «عبد العزيز الحكيم اوصى اعضاء الوفد العراقي المتوجه الى الفاتيكان لتشييع البابا الراحل الى اداء لطمية يوحنا الثاني»، واللطمية هي اللطم بالايدي على الصدور، وفي إشارة الى الوجود الشيعي المكثف في هيئات السلطة العراقية الجديدة والاستغراب من (اللطم) خلال المظاهرات السياسية وحتى المناسبات غير الحزينة من قبل طلبة الجامعات العراقية للاحتجاج على امر ما.

يقول عمار احمد وهو يعمل في احد اسواق بغداد ان النكات في العراق لم تكن وليدة هذا الوضع فقط ولكنها كانت مكبوتة في النظام السابق وبروح النكتة علق ايضا «نحن في زمن الحرية والديمقراطية نقول ما نشاء عمن نشاء وبالطريقة التي نريدها ومنها النكتة، وليس قصد العراقي ان يقلل من شأن الشخص بطل النكتة بقدر ما يقلل من الضغط على نفسه».