أنان يدعو الأطراف المانحة لإعمار جنوب السودان ويطلب من قرنق السعي لحل مشكلة دارفور

التعهدات في اليوم الأول تجاوزت الـ 1.5 مليار دولار

TT

دعا الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الاطراف الدولية المانحة الى دعم مسار السلام الهش في جنوب السودان مذكرا بضرورة مساعدة سكان منطقة دارفور. واعلن انان في اوسلو في اليوم الاول من مؤتمر الجهات المانحة ان «السودانيين يتطلعون الى مياه نظيفة وشيء من الغذاء لعائلاتهم ومدارس لاطفالهم ونظام صحي مقبول وآفاق تنمية». وطالب انان جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان ان يحث الحركات في دارفور على البدء بمفاوضات سلمية مع الحكومة بشكل عاجل لوقف نزيف الدم هناك وان يتم ايضا التصدي للميليشيا التي ترتكب الجرائم في المنطقة واعتبر ان عدم حل مشكلة دارفور سوف يؤثر على السلام ككل في السودان.

وكانت قد انطلقت امس في اوسلو فعاليات مؤتمر البلدان المانحة للسودان لجمع الأموال الضرورية لإعادة أعمار جنوب البلاد الذي مزقته الحرب الأهلية خلال 21 عاما. وشارك في الاجتماع الذي يستمر يومين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وممثلو مؤسسات دولية و60 دولة منها دول عربية مثل السعودية الكويت والامارات ومصر وقطر وليبيا والجامعة العربية فضلا عن علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني عن الحكومة السودانية وجون قرنق رئيس الجبهة الشعبية لتحرير السودان. وقد اعلن رسميا تأسيس صندوق متعدد الاغراض توضع فيه اموال المانحين على ان يكون تحت ادارة البنك الدولي وسوف يتفرع عنه صندوق خاص لاعمار الشمال وآخر لاعمار الجنوب. وقد اعلنت بعض الدول عن تعهداتها مثل النرويج التي اعلن رئيس وزرائها شيل ماغني بوندفيك عن تقديم 250 مليون دولار، فيما اعلن الاتحاد الاوروبي عن 711 مليون دولار، والسويد 110 ملايين دولار، واليابان عن حوالي 100 مليون دولار، ومصر 10 ملايين دولار على ان تستمر في تمويل تعهدات سابقة في بناء مدارس ومستشفى. اما الولايات المتحدة حسب حديث رئيس ادارة المساعدات الدولية اندرو ناتيسيوس فإنها سوف تعلن رسميا عن تعهداتها اليوم وانها لن تضع اموالها في الصندوق المؤسس بل سوف تتوجه الى عقد اتفاقات ثنائية مع حكومة الشمال الجديدة وحكومة الجنوب وتمويل مشاريع تنموية. وتقول مصادر أميركية لـ«الشرق الاوسط» ان نائب وزيرة خارجية الولايات المتحدة روبرت زوليك سوف يعلن عن 900 مليون دولار للعام الحالي على ان تدفع لاحقا الولايات المتحدة 400 مليون دولار في عام 2006 و400 مليون دولار في عام 2007 . من جهته، قال حسن محمد العطاس من الصندوق السعودي للتنمية الذي يمثل السعودية بالمؤتمر ان بلاده «سوف تعلن عن مبلغ كبير لاحقا وان السعودية قبل فترة بدأت بتمويل مشاريع تنموية في شمال وجنوب السودان بمبلغ يتجاوز 500 مليون دولار، وانه يرى ان معظم الدول العربية سوف تستثمر في السودان مباشرة بجنوبه وشماله وهذا افضل لنا لاننا لسنا بحاجة الى وضع مبالغ كبيرة بالصندوق الذي انشيء تحت ادارة البنك الدولي». كما اكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للمجتمعين الدوليين ان الدول العربية استثمرت كثيرا في السودان وجميعها ملتزمة بتمويل واعمار السودان وانه يحق لكل دولة منهم اختيار الطريق الامثل للاستثمار بمبالغها، مشيرا الى ان العديد من الطرق وشبكات الكهرباء اقيمت في جنوب السودان بتمويل من صندوق الدول العربية المخصص للسودان عدا عن ان هناك مشاريع ثنائية تمولها دول مثل الكويت والسعودية ومنها بناء مستشفيات واستصلاح الاراضي. وقد طالب علي عثمان طه المانحين بالسخاء ودعم اتفاق السلام من خلال التعهدات، وقال ان الناس في السودان يريدون رؤية نتائج السلام من خلال التنمية والمشاريع.