موريتانيا: معارضون وممثلون عن الحزب الحاكم يدخلون في حوار مباشر لأول مرة

TT

شارك زعماء سياسيون من المعارضة والموالاة، لأول مرة منذ إقرار التعددية السياسية في موريتانيا عام 1991، في منتدى للحوار حول قيم الديمقراطية والمواطنة دعا إليه احمد ولد سيدي باب رئيس حزب التجمع من اجل الديمقراطية والوحدة، احد الأحزاب الممثلة في الحكومة والمؤيدة لسياسات الرئيس معاوية ولد الطايع.

وافتتح المنتدى أمس بأحد فنادق العاصمة نواكشوط وسط اهتمام إعلامي كبير، ويهدف المنتدى إلى كسر الحواجز بين الفرقاء السياسيين في البلاد.

وقال ولد سيدي باب في كلمة افتتاحية إنه بالرغم من مرور ثلاث عشرة سنة على صدور دستور العشرين من يوليو (تموز) التعددي، فان النظام الديمقراطي لم ينجب طبقة سياسية مقتنعة بمبدأ التناوب على السلطة وقادرة على تولي ذلك التناوب دون خطر على البلاد، على حد قوله. وأضاف ولد سيدي باب ان الغد الكارثي الذي يخيم على التصورات يجعل كل واحد منا لا يهمه سوى تخزين أكثر ما يمكن من الزاد السياسي والمادي من اجل بقائه وذلك في مواجهة الأفق الذي يصور له يوميا بأنه مسدود.

وعمل ولد سيدي باب، السياسي المخضرم، وزيرا لفترة طويلة في حكومة أول رئيس لموريتانيا المختار ولد داداه وهو ابن عم الرئيس الحالي معاوية ولد الطايع وأحد المقربين منه وكان قبل إحالته للمعاش سنة 2000 يشغل منصب الوزير المستشار لدى رئاسة الجمهورية.

واعتبر معارضون بارزون المنتدى خطوة في الاتجاه الصحيح بيد أنها تبقى غير كافية لتجاوز الجمود السياسي الحالي. ويقول مراقبون للشأن الموريتاني إن المشاركة الكثيفة والمتنوعة في المنتدى تشكل مؤشرا ايجابيا يثبت انه بين الموريتانيين لا شيء يمنع اطلاقا من الجلوس على طاولة واحدة بالرغم من اختلاف الآراء وتناقض الانتماءات السياسية.