الإخوان المسلمون يتهمون الحكومة المصرية بتخريب الأحزاب من الداخل

نائب مرشدهم العام ينفي تأييد ترشيح مبارك لولاية جديدة

TT

في ندوة عاصفة عقدها مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان تحت عنوان «هل الاخوان المسلمون رصيد للإصلاحيين أم خصم لهم»، كشف النائب الاول للمرشد العام للجماعة الدكتور محمد حبيب ان الجماعة اجرت انتخاباتها الداخلية لمجلس شورى المحافظات ومجلس الشورى العام واعضاء مكتب الارشاد في تكتم شديد بعيدا عن اجهزة الاعلام، مؤكدا أن الديمقراطية بالنسبة للاخوان هي هدف وليست آلية وان الجماعة تمارسها كمنهج عمل على كافة مستوياتها الداخلية.

واكد حبيب ان الجماعة اصرت على عقد اجتماع مكتب الشورى العام في القاهرة رغم وجود تحذيرات امنية بعدم عقده لانه يحتاج لتدابير امنية كبيرة، مشيرا الى ان الجماعة تراجعت منذ زمن طويل عن مبدأ الحاكمية وان الجماعة مؤمنة بأن الامة مصدر السلطات. وقال ان الحاكمية لله عز وجل في وضع التشريعات التي تتصف بالكمال والدوام اما في الامور الدنيوية فقد فتحت باب الاجتهاد، والشريعة الاسلامية تحافظ في جوهرها على العدل بين الحاكم والمحكوم وان الجميع سواسية امام القانون.

وشن حبيب هجوما عنيفا على احزاب المعارضة بعد خروجها على اتفاقات سابقة مع جماعته بشأن تشكيل جبهة وطنية تشرف على خطوات الاصلاح الوطني، مشيرا الى ان الحكومة نجحت في تخريب هذه الاحزاب من الداخل واشعال صراعات ونزاعات داخلية حولتها الى شراذم مما اشاع جوا من الاحباط لدى رجل الشارع حول قدرة هذه الاحزاب على الاصلاح . وأكد ان جماعته لم تكن تسعى الى قيادة الاحزاب ولكنها كانت تريد فقط المشاركة مثل كل القوى الوطنية الاخرى.

وأكد حبيب ان الاخوان لم يبايعوا الرئيس مبارك لفترة رئاسة جديدة رغم تصريحات سابقة لمرشد الجماعة أوحت بذلك. وقال ان هذا الحديث فهم بشكل خاطئ ومغلوط، وقال ان الجماعة لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن.

من جانبه قال الدكتور جمال عبد الجواد، الخبير بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن التغيير في فكر الجماعة يعد نقلة كبيرة في اتجاهه نحو الديمقراطية والوسطية، وهو امر يستحق التجاوب ويعد مكسبا للقوى الوطنية، مشيرا الى ان هناك اختلافا في تحركات الجماعة خاصة بعد مظاهرته الاخيرة التي اثارت مخاوف كثيرة لدى الناس والحكومة. وأوضح ان هذا الموقف يعكس مشكلة العلاقة بين الدين والدولة في الكثير من الدول .

واضاف ان الاصلاح بات ضرورة، وتأجيله ـ بسبب ما وصفه بفزاعة الاخوان والتخوف من وصولهم للحكم ـ وضع الاخوان في موضع القوة والحكومة في موضع الضعف، لافتا الى ان استمرار استبعاد الاخوان لم يعد مقبولا خاصة بعد أن رفعت أميركا وأوروبا شعار مساندتهم لفكرة الحوار مع هذه القوى بعد احداث 11 سبتمبر، لافتا الى ان مصر ليست امة منقسمة حول الديمقراطية ولكنها امة تحتاج لفتح حوار ولكن لا يمكن الحديث عن الديمقراطية في ظل استبعاد الاخوان.

اما الكاتب حسنين كروم فقال ان التغيير في فكر الاخوان بدأ في الظهور عام 1982 وهو ما يعد خروجا صريحا على فكر مؤسس الجماعة حسن البنا، خاصة فيما يخص رؤيتهم للاحزاب والتعددية، وهذا برز في تحالفاتهم مع عدد من الاحزاب في عدة مراحل انتخابية، لافتا الى انه من الظلم محاسبة الجماعة على نياتها وراء حديثها عن الاصلاح .