الاستخبارات الإسرائيلية: المقاومة اليهودية اليمينية أخطر من مستوطني الضفة الغربية

TT

في الوقت الذي تنشغل فيه المؤسسة الأمنية الاسرائيلية في المقاومة اليمينية اليهودية المتطرفة لإخلاء المستوطنات في قطاع غزة، وصلت معلومات استخبارية الى الجيش الاسرائيلي، مفادها ان التطرف الأكبر موجود في المستوطنات الأربع التي تقرر اخلاؤها شمال الضفة الغربية وان المقاومة هناك ستكون مسلحة حتما وان بعض المستوطنين لن يترددوا في اطلاق النار على الجنود.

وجاء في تقرير لشعبة الاستخبارات التابعة للجيش الاسرائيلي، نشر أمس، ان المعلومات التي ذكرت في البداية وقالت انه لن تكون في مستوطنات الضفة الأربع مقاومة، ليست دقيقة. فصحيح ان معظم المستوطنين سيخلون بيوتهم من دون مقاومة، الا ان هناك نواة صلبة من المستوطنين وخصوصا في مستوطنة شنئور القريبة من جنين، يخططون لمقاومة الاخلاء بالسلاح. وأفادت المعلومات الاستخبارية بان هؤلاء بدأوا يجمعون الأسلحة والذخيرة من الآن لاستخدامها عند الاخلاء.

وأوضح المصدر العسكري الذي أورد هذا النبأ، ان الاعتداءات لن تقتصر على الجنود ورجال الشرطة الذين سيحضرون لاخلائهم، بل انهم، هم أيضا، يخططون لتنفيذ اعتداءات انتقامية على المواطنين الفلسطينيين في القرى المجاورة وغيرها بهدف زرع الفوضى واشغال قوات الشرطة بأمور جانبية، حتى لا تجد الوقت ولا القوات المتفرغة لتنفيذ عملية اخلاء المستوطنين. وبناء على كل ذلك، أوصى المتحدث باسم الجيش ان يتم تنفيذ اعتقالات ادارية واوامر إبعاد عن البيت أو عن المنطقة كلها في صفوف بضع عشرات من قادة اليمين المتطرف المتوقع ان يعملوا على بث لغة العنف في مقاومة الاخلاء، كما أوصى بجمع الأسلحة من عدد كبير من المستوطنين المتوقع ان يفقدوا أعصابهم وقت الاخلاء ويطلقوا النار على الجنود الاسرائيليين أو ينفذوا اعتداءات على الفلسطينيين.

وجدير بالذكر ان بعض الصبية اليهود من أفراد عائلات يمينية متطرفة، عادوا الى المظاهرات التي يغلقون فيها شوارع مركزية، احتجاجا على اخلاء المستوطنات. فأغلقوا شارعا أساسيا يخترق تل أبيب ويصلها بالمدن المجاورة (شارع أيلون)، وأحرقوا فيه الاطارات القديمة وعطلوا حركة السير لعدة دقائق وأحدثوا اختناقات مرورية لعدة كيلومترات. الا ان الشرطة حضرت هذه المرة بسرعة واعتقلت الصبية (33 منهم)، بعد مطاردات ثم أعادت تنظيف الشارع وفتحه. كما أغلقوا شارع تل أبيب ـ القدس المحتلة عند مدخل المدينة، وهنا أيضا حضرت الشرطة وعملت بسرعة.

وحاول عضو الكنيست من حزب الاتحاد اليميني المتطرف، أريه الداد، ان يبدا أمس مسيرة تظاهرية مشيا على الأقدام، تنطلق من مستوطنة شنئور وتعرج على جميع المستوطنات التي تشملها خطة الفصل لتصل حتى قطاع غزة. لكن الشرطة منعته وأبلغته ان مثل هذه المظاهرة تشكل خطرا على حياته وأمنه في المنطقة.