الجيران: حسن لم يكن اجتماعيا مثل أخوته ولم نلاحظ عليه التطرف

«الشرق الأوسط» في عزبة عثمان حيث نشأ «الانتحاري»

TT

في 23 شارع الأزهري بعزبة عثمان في مدينة شبرا الخيمة العمالية الملاصقة للقاهرة، وهي منطقة يسكنها في الأغلب الفقراء والمعدمون، تسكن أسرة حسن رأفت بشندي منفذ عملية الأزهر يوم الخميس الماضي. «الشرق الأوسط» كانت هناك حيث منزل الجاني، الذي يتكون من أربعة طوابق، وهو نفس المنزل الذي شهد زفاف والده رأفت أحمد بشندي على أمه ألفت عبد المنعم وتقيم فيه الأسرة منذ ذلك الحين.

ويحيط بالمنزل العشرات من أفراد الشرطة السرية، التي منعت دخوله سوى للقاطنين فيه، والتي قالت إنها تحمي المنزل لحين وصول النيابة. أما من الخارج فتبدو الشقة التي تسكن فيها أسرة بشندي في الدور الرابع بنوافذ ذات زجاج مكسور، بينما مياه الصرف الصحي تترك آثارها على واجهة المبنى، وتتكون الشقة من غرفتين وصالة.

ووسط حالة الخوف التي انتابت السكان وعدم الرغبة في تصديق أن ابن شارعهم هو منفذ العملية، قالت صاحبة العقار إن أسرة حسن تتكون من أمه التي يبلغ عمرها 45 عاماً ولها أربعة أولاد وبنت، هم حسن الذي يدرس في هندسة بنها وهو أصغر أخوته، وعادل، 26 عاماً، ويعمل محامياً وقد تزوج في أغسطس (آب) الماضي وتوفي والده في نفس يوم زفافه. أما الشقيق الثاني فهو علاء ويعمل محاسباً، ثم عصام، طالب في كلية الهندسة والبنت اسمها عفت.

وتضيف حلمية احمد صاحبة العقار، ان والد حسن كان عاملا في شركة الحديد والصلب بضاحية حلوان (جنوب القاهرة)، وقد توفي في أغسطس الماضي ومن يومها تعيش الأسرة في حالة صعبة بسبب قلة معاشه.

ولم تتمكن «الشرق الأوسط» من لقاء الأم التي قيل إن الشرطة احتجزتها يوم السبت الماضي مع أبنائها الثلاثة ولم يعودوا منذ ذلك الحين.

وأسفل المنزل يوجد محل لبيع الفول والفلافل (الطعمية)، يملكه سيد شبل الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يصدق ارتكاب حسن لهذه الجريمة، فلم يلحظ عليه أو على أخوته أية ميول دينية متطرفة.

ويقول إنه وأخوته كانوا يصلون في مساجد عادية ولم نعرف عنهم أنهم يرتادون المساجد التابعة لجمعية أنصار السنة والجماعات السلفية الأخرى التي تنتشر في الأحياء الشعبية حول القاهرة.

أما الجيران فهم يقولون إن حسن لم يكن اجتماعياً مثل أخوته وإن علاقاته كانت تقتصر على الأسرة وعدد محدود من الأصدقاء، الذين استدعتهم الشرطة لاستجوابهم.

وقال الجيران إنهم لم يلحظوا منذ وقوع الحادث أية تغييرات على أسرة حسن باستثناء اختفائه حتى جاءت الشرطة وأوقفت أفراد الأسرة.

وأضاف الجيران أيضاً أن الشرطة استدعت عم حسن وخالته عفاف التي تسكن في شارع مواز لمسكن الأسرة، وهي الخالة التي كان أولاد شقيقتها يقضون عندها معظم وقتهم للمذاكرة، ولم يحضر منهم أحد إلى مسكن الأسرة منذ السبت الماضي.من ناحيتها، قامت نيابة أمن الدولة العليا أمس بزيارة لمنزل منفذ العملية، وجمعت بعض الاحراز، التي رفضت الكشف عن فحواها. كما قامت بمشاركة المعمل الجنائي برفع البصمات الموجودة على كل أرجاء وأثاث المنزل، وذلك في ظل إجراءات مشددة قامت على أساسها السلطات بمنع الصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة من دخول المنزل، واحتجت أسرة محمد يوسف، الذي اتهمته السلطات بالمشاركة في العملية على استمرار حبسه. وقالت والدته إن علاقة ابنها محمد بالمتهم حسن رأفت، لم تتعد سوى علاقة الجيرة فقط. وناشدت المسؤولين الإفراج عن ابنها.