نقاشات حادة في الحكومة الإسرائيلية حول اقتراح تأجيل تطبيق خطة الفصل 3 أسابيع

وسط اعتراضات من جانب الجيش ووزراء يعتبرونه محاولة تهرب من الانسحاب

TT

فوجئ عدد من الوزراء في الحكومة الاسرائيلية، أمس، بالأنباء التي تحدثت عن امكانية تأجيل تطبيق خطة الفصل لمدة ثلاثة أسابيع أي من 20 يوليو (تموز) الى 15 أغسطس (آب), فاعتبروها مؤامرة جديدة للمستوطنين يرضخ لها رئيس الوزراء, مشيرين الى ان هدفها الحقيقي هو التهرب من تطبيق الخطة لأسباب سياسية. وأعلنوا انهم سيصوتون في الحكومة ضدها. ودعا رئيس الوزراء، أرييل شارون، الى جلسة تعقد اليوم بمشاركة الوزراء المعنيين للبحث في الموضوع والبت فيه بشكل نهائي.

وكان رئيس الدائرة الحكومية المكلفة باخلاء المستوطنين، يونتان باسي، قد اقترح التأجيل، لأن الموعد المقرر لبدء الاخلاء التام للمستوطنين يقع في فترة ما يسمى لدى اليهود «أيام الضائقة»، وهي الأسابيع الثلاثة التي تسبق 9 اغسطس (آب), حسب التقويم العبري، أي يوم ذكرى خراب هيكل سليمان.

واليهود المتدينون يمضون هذه الأسابيع عادة بالحداد وصلوات الندب، فيمتنعون عن اقامة الاحتفالات والزواج ولا يحلقون شعورهم وذقونهم ولا يأكلون اللحوم ولا يشربون النبيذ. ويخشى باسي من هذا الربط بين الاخلاء والحداد.

وأبدى شارون ونائباه، ايهود اولمرت وشيمعون بيريس، وعدد آخر من الوزراء تأييدا لهذا التأجيل بدعوى انهم يتفهمون آلام المستوطنين ولا يريدون زيادتها. لكن الأمر قوبل برفض شديد من وزراء حزب العمل من جهة ومن قيادة الجيش من جهة ثانية. فقال الوزير بلا وزارة، متان فلنائي، ان هذا التأجيل ما هو الا لعبة سياسية جديدة تدل على ان مساعدي شارون يفتشون عن حجج يتذرعون بها للتهرب من مستلزمات خطة الفصل. وقال وزير البيئة، شالوم سمحون، انه يخشى ان يكون الهدف من التأجيل هو الانتخابات التشريعية الفلسطينية, المقرر اجراؤها ان لم تؤجل هي الاخرى, في17 يوليو (تموز) نفسه, حيث ان هناك من يريد انتظار النتائج ورسم خطواته بناء عليها، فاذا فاز من يسمونهم بالمتطرفين مثل حركة حماس وغيرها، يتم تجميد الخطة وربما الغاؤها.

وحذر وزير الداخلية، اوفير بنيس، من هذا التأجيل لأنه سيقرب موعد الاخلاء من افتتاح المدارس, في الأول من سبتمبر (أيلول)، وسيضطر الجيش الى تمديد فترة الاخلاء مرة أخرى، مما يجعل هذه الخطة والحكومة من ورائها أضحوكة لدى المستوطنين وأمام العالم أسره.

واقترح الوزراء الثلاثة، ان كان لا بد من تغيير الموعد فليتم تقديمه بثلاثة أسابيع وليس تأجيله.

أما في الجيش الاسرائيلي، فانهم يعترضون على التأجيل لأسباب أخرى. فهم يريدون التخلص من خطة الفصل، بأسرع وقت ممكن لأنها تعيق برامجهم في التدريبات العسكرية وتشوش الجدول الزمني لعمل الجيش بشكل عام. فالجيش يحسب ان تطبيق الخطة قد يستغرق وقتا أطول من المقرر.

ونشرت تقديرات جديدة، امس، تقول ان الاستخبارات العسكرية تمتلك معلومات تفيد بأن التنظيمات المسلحة الفلسطينية تنوي اطلاق صواريخ على المستوطنين وقوات الجيش الاسرائيلي عند الاخلاء لكي تظهره نوعا من الهزيمة والهرب. ومثل هذا الأمر سيؤدي الى عرقلة الانسحاب والاخلاء.

يذكر ان قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي، شاركت اول من أمس, في تدريبات واسعة النطاق حول الاخلاء. كما بدأ القسم الطبي في الجيش الاسرائيلي في تنظيم دورات للجنود والضباط الذين سيشاركون في الاخلاء حول سبل التعامل مع المستوطنين عند الاخلاء وتجنب الدخول في صدامات دامية معهم، قدر الامكان. من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية، سيلفان شالوم، أمس، انه بحث في الأسبوع الماضي، مع شارون، الأنباء التي تحدثت عن وجود خطة فصل ثانية في الضفة الغربية وانها ستطرح بعد الانتهاء من تطبيق الخطة الأولى في قطاع غزة. وقال شالوم ان شارون أوضح له بشكل قاطع ان لا وجود لخطة كهذه وان الخطة الوحيدة التي ستبحث بعد الانسحاب من غزة هي خطة خريطة الطريق التي اطلقتها اللجنة الرباعية.

وأعلن وزير المالية، بنيامين نتنياهو، أمس، انه لن يوافق بأي شكل من الأشكال على خطة فصل ثانية.