محكمة بريطانية تؤجل البت بطلب أميركي لتسلم مسلم بشبهة جمع تبرعات لجهات «إرهابية»

محام أميركي يدلي غداً بإفادته دفاعاً عن بربر أحمد

TT

قررت محكمة بريطانية امس، عدم الاستجابة الى طلب السلطات الاميركية بتسليم بربر أحمد، قبل الاطلاع على شهادة محام اميركي كان قد افاد في جلسة سابقة، بان المسلم المعتقل بشبهة جمع تبرعات لمنظمات «ارهابية»، لن يحاكم محاكمة عادلة في الولايات المتحدة. وقالت زوجة المتهم لـ«الشرق الأوسط»، إن العائلة متفائلة بقرار القاضي إرجاء المحاكمة حتى يوم غد. أما محاميته مدثر آرني، فأوضحت ان فريق الدفاع لن يتردد باستئناف الحكم في ما لو كان لصالح جهة الاتهام. ولفتت الى ان القاضي سيحدد في جلسة الاربعاء موعد النطق بالحكم.

وكان القاضي تيموثي وركر قد قرر ظهر امس، إرجاء المحاكمة ريثما يصل الى لندن المحامي الاميركي ريتشارد لوفلين. وقال إن الاخير سيدعى الى تقديم إفادة اخرى في جلسة الغد، مشيراً الى ان بوسعه الرفض او القبول. ومن المتوقع ان يوافق المحامي الاميركي على الادلاء بشهادته بعد اطلاعه على مجريات جلسة صباح امس. وقالت آرني في وقت لاحق إن «القاضي لن ينطق بالحكم في جلسة الاربعاء، بل سيحدد موعداً لاحقاً لجلسة تالية ينطق فيها بالحكم». جدير بالذكر ان بربر، وهو مهندس كومبيوتر من اصل آسيوي، اعتقل اول الامر في مارس (آذار) 2003 بشبهة العلاقة بجهات ارهابية. وقد اثار احتجازه وقتذاك موجة من الجدل، لا سيما انه اكد تعرضه للضرب والاهانة على يد رجال الشرطة البريطانية، الذين داهموا منزله فجراً، كما اتهمهم بتدنيس المقدسات الاسلامية في بيته. وأطلق بعد اشهر ليبقى حراً حتى اغسطس (آب) 2004، حين القي القبض عليه مجدداً بعدما طلبت الولايات المتحدة اعتقاله بتهمة إنشاء موقع انترنتي لجمع تبرعات للشيشان والافغان وإرسال رسائل بالبريد الالكتروني، لم يكشف عن فحواها، لبحارة سفن اميركية عسكرية. وقد مثل مهندس الكومبيوتر الشاب سابقاً امام المحكمة البريطانية التي تنظر الطلب الاميركي، وكان من المتوقع ان يقرر القاضي امس الاستجابة الى الرغبة الاميركية او رفضها. غير انه اقتنع بتأجيل النطق بالحكم حتى يطلع على ادلة الدفاع كلها بما فيها معلومات لوفلين. يُشار الى ان كبير محاميي الدفاع إدوارد فيتزجيرالد، اشار في جلسة الصباح الى اهمية افادة زميله الاميركي، جاء ذلك في معرض محاولته اقناع القاضي، بعد قبول رسالة رسمية من السلطات الاميركية تؤكد أن بربر سيتعرض لمحاكمة عادلة، كدليل قاطع على ان هذا سيحصل فعلاً. ولفت فيتزجيرالد الى ما قاله زميله الاميركي عن ان قوانين الولايات المتحدة تخول رئيسها الحق الكامل في اتخاذ قرار بتقديم متهم ما الى محكمة عسكرية «بذريعة انه مقاتل ارهابي»، وفي حالة كهذه قد ينتهي الامر بالمتهم في معتقل غوانتانامو. وشدد فيتزجيرالد في مرافعته على ان الرسالة «لا تكفي دليلاً قانونياً على (إمكان) نزاهة محاكمته في اميركا، فهي لا تحمل توقيعاً لمسؤول ما، بل اكتفي بمهرها بختم السفارة (الاميركية في لندن) الرسمي».

وفي اعقاب الجلسة، ابدى إشفاق أحمد، 70 عاماً، وهو والد المتهم ارتياحه الحذر للتأجيل. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ولدي بريء مائة بالمائة ولو أنه كان مذنباً لاكتشفوا ذلك خلال فترة اعتقاله الاولى». اما زوجة بربر، مريم احمد، فاعربت بدورها عن قدر لا بأس به من الارتياح. وقالت «كان بوسع القاضي لو شاء ان يأمر بتسليمه (للاميركيين)، لكن من الواضح انه اقتنع بمرافعة فريقنا وبضرورة دراسة كل الادلة التي نعرضها قبل ان يبت بالقضية». أما المحامية آرني، فقالت لـ«الشرق الأوسط»، متى سيوضع حد «لمعاملة المسلمين (البريطانيين) كمواطنيين من الدرجة الثانية يصار الى تسليمهم للاميركيين من دون توفر دليل قاطع ضدهم، وهو الشرط المطلوب عادة في قضايا من هذا النوع». وتوقعت عدم البت بقضية بربر قبل اشهر عدة.