الهند وباكستان: عملية السلام لا رجعة فيها

قررتا فتح الحدود في كشمير في ختام زيارة مشرف التاريخية لنيودلهي

TT

نيودلهي ـ رويترز: أعلنت الهند وباكستان أمس، أن عملية السلام بينهما لا رجعة فيها، واتفقتا في ختام زيارة ناجحة قام بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف، إلى نيودلهي، على فتح خط وقف إطلاق النار الذي يقسم إقليم كشمير المتنازع بينهما إلى نصفين.

وقال مشرف ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، إنهما سيتحركان صوب «حدود رخوة» في كشمير وسيفتحان نقاطا يمكن للعائلات التي انفصلت بعضها عن البعض في البلدين الالتقاء فيها، وسيعززان التجارة والسفر والتعاون عبر الحدود. وقرأ سينغ، بيانا وهو يقف بجوار مشرف، قال فيه إن الزعيمين «مع إدراكهما للفرصة التاريخية التي لاحت لهما نتيجة تحسن العلاقات ورغبة شعبي البلدين الكبيرة في إحلال سلام دائم قررا أن عملية السلام أصبحت الآن عملية لا رجعة فيها».

وبالرغم من أن هذا الاتفاق يعد تقدما، إلا أنه كما كان متوقعا، لم يحدث تقدم كبير في ما يتعلق بحل نهائي لقضية كشمير، التي كاد البلدان أن يخوضا حربا رابعة بسببها عام 2002. وكان مشرف قال من قبل «هذا هو ما أصفه بالتحرك صوب حدود رخوة ولكن هذا ليس حلا نهائيا».

وقال البيان المشترك إنه لن يسمح للإرهاب بأن يخرج جهود إحلال السلام عن مسارها. وحذر بشكل واضح الانفصاليين الإسلاميين الذين يقاتلون الحكم الهندي، من أن الجانبين لن يقبلا أي هجمات على خدمة الحافلات التي بدأ للتو تسييرها بين شطري كشمير.

واتفق الزعيمان على زيادة خدمة الحافلات عبر خط المراقبة الذي يفصل الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير عن الجزء الواقع تحت سيطرة باكستان، وفتح الحدود الخاضعة لحراسة مشددة. ولم يجب الزعيمان على أي أسئلة بعد أن قرأ سينغ البيان.

ويعتقد بعض المحللين الهنود أن تخفيف الوضع عند خط المراقبة قد يؤدي في نهاية الأمر إلى تشكيل حدود جديدة لإنهاء النزاع، بالرغم من أن باكستان ترفض ذلك.

وكان من المقرر أن تكون زيارة مشرف، الذي ولد في الهند، ومدتها ثلاثة أيام، غير رسمية لمتابعة مباراة في الكريكيت بين المنتخبين الباكستاني والهندي، إلا أنها تحولت إلى قمة مع سينغ، الذي ولد في قرية تقع الآن في باكستان. ورحب المحللون بالمحادثات التي تأتي بعد أربعة أعوام من قمة فاشلة بين الجانبين عقدت في مدينة اجرا بتاج محل.

والتقى مشرف أول من أمس مع زعماء كشميريين انفصاليين يقول إنه يتحتم أن يشاركوا في أي عملية سلام كي تنجح. ومن المقرر أن يجتمع زعماء مؤتمر حرية كل الأحزاب مع سينغ لأول مرة قريبا، وإن لم يتحدد موعد لذلك بعد.

وقبل البيان المشترك أمس، انتقدت صحيفة «نيشن» الباكستانية، مشرف، لرغبته في التنصل من قرارات الأمم المتحدة بخصوص منح سكان كشمير حق الاختيار بين الهند وباكستان. وقالت في موقعها على الإنترنت «من المؤسف أن العناد الهندي دفع إسلام آباد إلى التخلي عن قرارات الأمم المتحدة التي توفر حلا عادلا وعمليا، ونأمل ألا يكون هناك المزيد من التنازل لإرضاء من تود أن تصبح قوة إقليمية مهيمنة».