أوروبا ترحب بانتخاب «طلعت» بديلا لدنكطاش وتعلن دعم الجهود لتوحيد قبرص

بروكسل: يمكن الآن العمل على إعادة إطلاق خطة الأمم المتحدة حول الجزيرة

TT

عبرت المفوضية الاوروبية عن املها في ان يؤدي فوز محمد علي طلعت في الانتخابات الرئاسية في الشطر الشمالي من قبرص الى «خلق الظروف المؤاتية لاستئناف المحادثات» حول مستقبل الجزيرة تحت اشراف الامم المتحدة.

واعلنت المفوضية امس في بيان لها ان انتخاب طلعت المؤيد لاعادة توحيد الجزيرة بحوالي 56% من الاصوات «يؤكد التطلعات القوية لدى المجموعة القبرصية التركية لاعادة التوحيد والاندماج الكامل ضمن الاتحاد الاوروبي». وعبرت المفوضية الاوروبية ايضا عن املها في التوصل الى تسوية سريعة لاقتراحات المساعدة المالية والنظام التجاري الخاص لصالح القسم الشمالي من قبرص «لإنهاء عزلة المجموعة القبرصية التركية وتسهيل إعادة التوحيد».

وكان طلعت قد فاز الاحد بنسبة 6.55 % من الاصوات في الانتخابات الرئاسية في «جمهورية شمال قبرص التركية» التي اعلنت عام 1983 ولا تعترف بها سوى انقرة. واصبح بديلا للرئيس السابق رؤوف دنكطاش.

وكان طلعت ابرز مؤيدي خطة الامم المتحدة التي وافقت عليها غالبية القبارصة الاتراك خلال استفتاء في ابريل (نيسان) 2004 . وادى رفض القبارصة اليونانيين بكثافة لهذه الخطة الى تعليقها، وانضمت جمهورية قبرص لوحدها التي تمتد على القسم الجنوبي من الجزيرة الى الاتحاد الاوروبي في مايو (ايار) من السنة نفسها.

وفور إعلان النتائج الاحد، دعا طلعت الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس الى اعادة احياء عملية السلام المجمدة منذ الاستفتاء. وقال امام الصحافيين «امد اليد الى الادارة القبرصية اليونانية من اجل السلام» معتبرا ان الناخبين القبارصة الاتراك صوتوا من اجل «السلام والتسوية و(الانضمام) الى الاتحاد الاوروبي».

كما حث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان على احياء جهود السلام، ودعا المجتمع الدولي الى رفع العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة على القطاع الشمالي للجزيرة.

وطلعت، الذي دافع على الدوام عن هويته القبرصية ونأى بنفسه في بعض الاحيان عن سياسات انقرة، اصبح بالتالي ثاني «رئيس» قبرصي تركي لولاية من خمس سنوات. ولم يترشح دنكطاش، الزعيم القومي للقبارصة الاتراك منذ 1976 وحتى بعد اعلان «جمهورية شمال قبرص التركية» في 1983، لولاية جديدة ويبتعد عن الساحة بعد اكثر من 40 عاما امضاها في معترك السياسة. وقام دنكطاش امس بزيارة طلعت. وبعد تبادل حديث بروتوكولي، هنأه واعطاه بعض النصائح امام الصحافة. وقال «يجب التحلي بالكثير من الصبر وبرودة الاعصاب في هذه العملية. ووفقا لما تمكنت من رؤيته فإن لدى طلعت برودة اعصاب ثعبان» ما اثار الضحك لدى الحاضرين. ومن المفترض ان يتم انتقال السلطات في الايام المقبلة.

وقد تراجعت شعبية دنكطاش لدى القبارصة الاتراك بسبب معارضته الشديدة لخطة انان. وقد سحبت حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دعمها لدنكطاش بدون قول ذلك علنا، من اجل عدم تهديد تطلعات انقرة الاوروبية.

ورحبت الصحافة القبرصية التركية، وكذلك الصحافة التركية، امس بما اسمته «العصر» الجديد الذي بدأ في شمال قبرص مع انتخاب محمد علي طلعت المؤيد لاعادة توحيد الجزيرة «رئيسا». وعنونت صحيفة «قبرص» الليبرالية في نيقوسيا «زعيم جديد، حقبة جديدة» معتبرة ان الناخبين القبارصة الاتراك صوتوا لصالح «الحل واندماج» القسم التركي من قبرص في الاتحاد الاوروبي. واكدت ان «الشعب القبرصي التركي عانى كثيرا من اربعين عاما من الجمود»، معتبرا ان تغيير النظام يفترض ان يؤدي الى إحياء جهود اعادة توحيد الجزيرة لأن «العالم كان ينتظر نتيجة الانتخابات». وتحدثت غالبية الصحف عن السيناريوهات المقبلة التي يمكن ان يفكر بها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لاستئناف هذه العملية.

من جهتها شجبت الصحف القومية الانتقادات العنيفة التي وجهها طلعت ومناصروه ضد دنكطاش. وكتبت «هالكين سيسي» في افتتاحيتها «نحن ممتنون لدنكطاش الذي اسس دولة قبرصية تركية».

وقبرص مقسمة الى شطرين منذ 1974 تاريخ غزو الجيش التركي للشطر الشمالي منها ردا على انقلاب قام به يونانيون قوميون متشددون بتحريض من نظام «الكولونيلات» الحاكم آنذاك في اثينا بهدف الحاق الجزيرة باليونان. وتنشر تركيا حوالي 35 الف جندي في شمال قبرص.