لحود يعقد أول جلسة للحكومة اللبنانية الجديدة وميقاتي يعترف بوجود «ثغرات» في تشكيلتها

وسط أنباء متضاربة عن «اعتذار» وزير الثقافة غسان سلامة

TT

فيما ترددت أمس معلومات تقول ان وزير الثقافة والتربية والتعليم العالي، غسان سلامة، لم يحسم امره بعد من موضوع المشاركة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي أو عدمه، عقدت الحكومة اللبنانية اولى جلساتها امس برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وغياب سلامة وحضور معظم الوزراء، وذلك للاعداد للبيان الوزاري الذي ستتقدم به الى مجلس النواب لنيل الثقة، قبل ان تنكب على اعداد قانون انتخاب ومناقشة قضية قادة الاجهزة الأمنية الذين تطالب المعارضة بإقالتهم.

واثر انتهاء الجلسة قال وزير الاعلام شارل رزق ان رئيس الجمهورية طلب في مستهل الجلسة الوقوف دقيقة صمت حداداً على الوزراء السابقين الراحلين علي الخليل ونصري المعلوف وباسل فليحان. واضاف ان الرئيس لحود رحب برئيس الحكومة الجديدة «متمنياً لها التوفيق من مهمتها ومشدداً على «دقة هذه المهمة». ولدى سؤاله عن تغيب الوزير سلامة عن حضور جلسة مجلس الوزراء أمس قال :«ليس عندنا سبب معين لغياب الوزير سلامة سوى ان هناك تأخرا. هذا ما افاد به دولة الرئيس ميقاتي».

وأوضح الوزير رزق ان الرئيس لحود حدد اولويات الحكومة بالآتي: «كشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، مشدداً على هذا التعاون، والاسراع في انجاز قانون جديد للانتخابات واجراء هذه الانتخابات في اسرع وقت ممكن، وتحريك عجلة الاقتصاد والاهتمام بالشؤون الاجتماعية والحياتية التي تهم المواطنين».

وذكر رزق ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شكر لرئيس الجمهورية ثقته ونوه باهتمامه بالاسراع في تشكيل الحكومة «لتنصرف الى القيام بالمهام الموكولة اليها وفق الاولويات التي ينتظرها الشعب اللبناني» مؤكداً «ان الظرف الدقيق يحتم ان تحل هذه المشاكل بسرعة».

وقد شكل مجلس الوزراء لجنة لصياغة البيان الوزاري برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعضوية الوزراء الياس المر وعادل حمية ومحمود حمود وغسان سلامة وشارل رزق وخالد قباني. وتقرر ان تعقد اللجنة اول اجتماعاتها فوراً (مساء امس). وحدد مجلس الوزراء موعد جلسته المقبلة غداً الجمعة عند العاشرة صباحاً للتداول وبت البيان الوزاري.

وكان ميقاتي قد استهل يومه الاول في السراي الحكومي باستقبال سفير السعودية لدى لبنان عبد العزيز الخوجة وعدد من الوزراء في حكومته. فيما حرص على ان تكون مراسم التشريفات التي اقيمت له عند دخوله السراي بعيدة عن الاعلام.

وقد اعترف رئيس الحكومة الجديد بوجود ثغرات في تشكيلة حكومته لا بد من تصحيحها. الا انه تمنى على الاعلاميين النظر الى النصف الملآن من الكوب، معرفاً عن نفسه بأنه «فن الممكن بسرعة».

هذا وفي ختام لقاءاته في السراي تحدث الرئيس ميقاتي الى الصحافيين فقال: «لقد اردت في اليوم الاول لعملي في السراي الحكومي ان اتوجه بكلمة الى اللبنانيين. فقد اجتمعت اليوم بمعظم الوزراء المعينين وبحثت مع كل منهم في شؤون وزارته. صحيح ان عنوان هذه الحكومة هو اجراء الانتخابات النيابية في اسرع وقت ممكن. لكن هذا لا يلهينا عن قضايا الناس اليومية. وهذا ما ذكّرت السادة الوزراء به. ولا بد في هذه المناسبة ايضاً من ان اتوجه خصوصاً بكلمة الى الشباب لاقول لهم اننا نعرف طموحاتهم وتطلعاتهم، وان الناس الذين نزلوا الى ساحة الشهداء والى ساحة رياض الصلح ارادوا التعبير عن احتجاجهم على قلة العمل وغياب الفاتورة الصحية». واضاف: «رسالتي الى الشباب هي ان هواجسهم وتطلعاتهم وكل ما يفكرون به هو في ذهننا ونتابعه مع معالي الوزراء. ورسالتي ايضاً اوجهها الى الاقتصاديين ورجال الاعمال، فلبنان هو المركز الطبيعي للنهوض الاقتصادي. وان الحكومة ستواكب النمو الاقتصادي وستعززه، وكذلك الاستقرار المالي والنقدي».

وقال ميقاتي: «لا بد لي ايضاً ان اتوجه بكلمة الى الاعلام والاعلاميين لاقول انني قرأت الصحف الصادرة هذا الصباح (امس) وتابعت التعليقات التي قيلت عن الحكومة والبعض منها محق وصحيح. وهناك ثغرات لا بد من تصحيحها واخرى لم يكن في الامكان تصحيحها.

لكنني ادعو الاعلاميين الى النظر الى النصف الملآن من الكوب لان هدفنا ان نملأه معاً. فالسياسة هي فن الممكن. ولكن اقول لكم ان نجيب ميقاتي هو فن الممكن بسرعة».

وكان ميقاتي، وقبيل توجهه الى السراي، قد استقبل في دارته في بيروت السفير الايراني مسعود الادريسي الذي اعرب عن ارتياح الجمهورية الاسلامية الايرانية لتولي «شخصية وطنية من امثال الاستاذ نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة اللبنانية».