مصدر فرنسي لـ «الشرق الاوسط»: مستعدون للحوار مع سورية لكن ميزان الحرارة هو لبنان

TT

أفاد مصدر فرنسي رسمي رفيع أن السلطات السورية بعثت برسائل متكررة الى باريس تعرب فيها عن رغبتها بإعادة فتح حوار سياسي مع فرنسا وعن رغبتها في تحسين العلاقات معها. وأكد هذا المصدر المطلع على الملفين اللبناني والسوري لـ «الشرق الأوسط» أن رد باريس كان التالي: نحن مستعدون في أية لحظة لفتح مثل هذا الحوار لا بل التعاون مع دمشق لكن شرط أن تنفذ السلطات السورية تنفيذا كاملا القرار الدولي 1559 وتتصرف في لبنان بما يؤمن استقراره ويدفع باتجاه إيجاد إجماع وطني جديد عبر الضغط على حلفائها وحضهم على التصرف في هذا الاتجاه.

وأكد المصدر الفرنسي ان آخر رسالة وصلت الى باريس كانت الأسبوع الماضي وأن الرد الفرنسي لم يتغير وهو أن لبنان هو المعيار والتطبيق الكامل لقرار 1559 هو الأساس. وبالإضافة الى سحب القوات السورية المسلحة من لبنان وهو ما تعتبره باريس أمرا محصلا، فإن السلطات الفرنسية تصر على انسحاب كامل أجهزة المخابرات. وقال المصدر المشار إليه: «نعرف أن جانبا من المخابرات قد انسحب ولكن الانسحاب الكامل لها لا يمكن أن نتأكد منه ولكن المعلومات التي توافرت لدينا تفيد أن جانبا من المخابرات سيبقى في لبنان». واستطرد المصدر الفرنسي قائلا: «نحن نعرف أن ثمة جهات في سورية يصعب عليها تقبل الحقائق الجديدة وما ننتظره من سورية، الى جانب تطبيق القرار 1559، هو أمران: الأول، قبول هذه الحقائق الجديدة وثانيا الضغط على جماعاتها في لبنان ليلعبوا لعبة الإجماع وأن يتقبلوا نقلة سياسية هادئة في هذا البلد».

وتناول المصدر الفرنسي عمل لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري فأكد أنه يتعين متابعة العمل «لإلقاء كامل الضوء على هذه العملية رغم أننا لسنا متفائلين كثيرا بالوصول الى نتائج حاسمة. ولكن يتعين علينا الاستمرار في الضغوط وإظهار يقظتنا وتصميمنا على تسهيل عمل اللجنة».

وأعرب المصدر الفرنسي عن «استياء» فرنسا لقرار أنان تأجيل نشر التقرير الخاص بتطبيق القرار 1559 وأكد أن باريس «أوصلت رسالة بهذا المعنى» الى الأمين العام للأمم المتحدة. لكنه قال إن واشنطن «مستاءة للغاية من أنان ونحن سعينا لتخفيف هذا الاستياء وإفهام الأميركيين أنه يمكن التعايش مع هذا التأجيل».

وشدد المصدر الفرنسي على أن أهداف فرنسا في ما يخص الملف اللبناني ـ السوري هو القرار 1559 «وليس إحداث أي تغيير سياسي في سورية ولا في مكان آخر فهذا يخص السوريين ولا أحد غيرهم». إلا أن المصدر استطرد قائلا: «إن تتمات الأحداث مرهونة بما تقرره دمشق وليس بما يقرره طرف آخر وأعني أن طبيعة تصرفها هي التي تتحكم بما يمكن أن يطلب منها». ولم ينف المصدر الفرنسي أن تكون غايات الأميركيين في الملف اللبناني مختلفة عن الأهداف الفرنسية. وقال المصدر الرسمي الفرنسي: «ليس في نيتنا زعزعة الاستقرار في سورية وقلنا للأميركيين إن لا مصلحة لأحد في اهتزاز الوضع في دمشق». وشدد المصدر على أن باريس «سعت لمساعدة الرئيس الأسد ودعمته لكن السلطات السورية لم تأخذ بالاعتبار الوعود التي وعدتنا بها». ومع ذلك نقول: «إن اهتماماتنا تبقى محصورة في لبنان شرط أن يتعاون السوريون معنا في هذا الملف وقد قلنا للسلطات السورية إننا جاهزون للحوار ولفتح صفحة جديدة. لكن «ميزان الحرارة يبقى لبنان». وخلص المصدر الفرنسي الى القول: «مشكلتنا ليست سورية إنما عودة السيادة السياسية الى لبنان كاملة غير منقوصة».

وفي موضوع حزب الله، أكد المصدر الفرنسي أن باريس تدعو الى انخراط حزب الله الكامل في الدورة السياسية وأن يكون له موقعه في المؤسسات والحياة السياسية ولكن يتعين عليه أن يتخلى عن سلاحه «لكن كيف ومتى فهذه مسألة لبنانية يحلها اللبنانيون بالحوار فيما بينهم ولذا فإن على حزب الله أن يلعب لعبة الإجماع وليس التفرد».