واشنطن فوجئت بموافقة أنان على طلب سورية تأجيل تقريره ودمشق تؤكد أنها ستكمل انسحابها من لبنان قبل 26 الحالي

TT

علمت« الشرق الأوسط» في دمشق، أمس، أن اتصالاً تشاورياً جرى بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، تم أثناءه البحث في التقرير الذي سيرفعه أنان إلى مجلس الأمن الدولي حول تنفيذ القرار 1559 .

وفيما لم يربط أحد بين الاتصال وموعد رفع التقرير، فقد جاء إعلان الأمين العام للأمم المتحدة تأجيل تقديم تقريره إلى مجلس الأمن إلى الأسبوع المقبل في أعقاب هذا الاتصال، إلا أن مسؤولين اميركيين ودبلوماسيين غربيين ذكروا ان كلا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اعربت عن قلقها لقرار كوفي انان تأخير نشر تقريره حول ما اذا كانت سورية ملتزمة التزاما كاملا بقرار مجلس الأمن الذي يدعو الى انسحابها من لبنان.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والرئيس الفرنسي جاك شيراك قد اتصلا بأنان، أول من أمس، وطالباه بعدم الموافقة على تقرير من الرئيس السوري بشار الاسد يطلب فيه تأخير نشر التقرير، واشاروا الى ان دمشق ستعتقد انها يمكنها التحكم في او تعطيل المرحلة الاخيرة من الانسحاب، طبقا لما ذكرت المصادر.

واوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: «نريد استمرار الضغط وتأخير التقرير لا يساعدنا على ذلك». واضاف المسؤول «لا نعرف المنطق وراء تأخير التقرير، الذي تم الانتهاء منه. الامر الذي يشعرنا بالقلق هو ان الاسد يناور للوصول الى مساحة اكبر، ولا نريد ان تعتقد سورية انها تقود القطار». واكد ان رايس «اكدت وجهة نظرها بشدة خلال الحديث مع انان».

وكان الاسد قد تقدم بالطلب خلال محادثة هاتفية مع انان أول من أمس، الذي وافق بدون استشارة كبار اعضاء مجلس الأمن ـ مما تسبب في جولة سريعة غير مثمرة من الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لاقناع انان بنشر التقرير على اية حال، طبقا لما ذكره المسؤولون الاميركيون والدبلوماسيون الغربيون.

وكان التقرير الذي كتبه تيري رود لارسن قد اوضح ان سورية لم تلتزم تماما بقرار الامم المتحدة وبصفة خاصة بانسحاب عناصر الاستخبارات من لبنان. كما دعا ايضا الى إرسال بعثة استقصائية الى لبنان لاجراء تقويم رسمي، طبقا للدبلوماسيين الغربيين الذين يشعرون بالقلق من ان الاسد يحاول اتخاذ اجراءات استباقية او اجبار تعديله واضعافه.

وقال دبلوماسي غربي ان «معظم الناس تشك (بنوايا سورية). ونخشى من ان تعمد سورية الى إقامة بنية استخبارية بديلة مع حل البنية القديمة».

الا ان دمشق اعتبرت أن تقرير أنان سيكون وافياً وملبياً للغرض وأكثر موضوعية، لدى تقديمه بعد اكتمال الانسحاب من تقديمه قبله، لافتةً إلى أنه في حال تقديم التقرير الآن سيرتب على الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير آخر بعد السادس والعشرين من الشهر الحالي، خاصة وأن سورية أكدت أنها ستكمل انسحابها من لبنان بصورة نهائية قبل هذا التاريخ.

* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ«الشرق الاوسط»).