معتقل هارب من أكبر سجن أميركي في جنوب العراق يروي فظائع ما وراء الأسوار

قال لـ «الشرق الاوسط» إنه فر مع آخرين عبر نفق حفره السجناء تحت معسكر بوكا في أم قصر

TT

لم تتمكن القوات الأميركية المشرفة على سجن بوكا في أم قصر (جنوب العراق) الذي يعد ثاني اكبر سجن في العراق بعد سجن أبو غريب، من القبض على جميع السجناء الذين شاركوا في عملية الهروب الجماعي التي شهدها السجن الأحد الماضي بالرغم من استعانتها بالشرطة المحلية وقوات من الحرس الوطني العراقي.

«الشرق الأوسط» التقت في البصرة احد المعتقلين الهاربين الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه حيث قال «إن سوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء وطول فترة احتجازهم التي تجاوزت لعدد منهم أكثر من سنة ونصف السنة من دون محاكمة أو توجيه تهم واضحة ولجوء حراس السجن إلى إطلاق النار عند الاعتصام أو الإضراب والتي أودت بحياة عدد منهم وجرح آخرين، دفع بالسجناء إلى التفكير في الخلاص من هذا المعتقل الذي أسموه بسجن الباستيل لاحتوائه على أكثر من ستة آلاف معتقل». وكان المعتقلون قد حفروا عدة أنفاقا خلال الشهرين الماضين تم اكتشاف اثنين منها من قبل حرس السجن قبل إكمال تنفيذهما الى الخارج، وعند إنجاز النفق الثالث قرر السجناء الهروب تحت جنح الليل في مجاميع تراوحت أعداد كل مجموعة بين خمسة وعشرة سجناء، وبذلك تمكنت أعداد كبيرة من الهروب ولم تستطع القوات الأميركية، رغم استخدامها الطائرات المروحية العثور ألا على أحد عشر سجينا بمعاونة القوات العراقية. وأشار المعتقل الهارب الى ان «ما جاء في إعلان الناطق الرسمي للقوات الأميركية باعتقال جميع الهاربين ليس صحيحا وإنما كان ذلك للحفاظ على ماء الوجه وإحباط معنويات المعتقلين في السجون الأخرى، فما زالت هذه القوات والقوات الأمنية العراقية تفتش عن بقية المعتقلين الهاربين مستخدمة الكلاب البوليسية والغارات المفاجئة على بعض البيوت في أم قصر معتقدين ان المعتقلين الهاربين ما زالوا يختبئون في المنطقة».

وأضاف ان المعتقلين «يتعرضون باستمرار الى أعمال عنف»، وأشار الى انه في الأول من ابريل (نيسان) الجاري وبينما كان ممثلون عن منظمة الصليب الأحمر حاضرين تم تعريض عدد من السجناء الى وابل من الانطلاقات المطاطية والضرب المبرح بالهراوات والعصي مما أدى الى إصابة عدد من المعتقلين بجروح متعددة»، مشيرا الى أن ما يصفه بالممارسات اللاإنسانية التي تجري في السجن ومنها قطع التيار الكهربائي ورفض الحراس وإدارة السجن نقل المرضى الى المستشفى، والانتظار الطويل والمضايقات التي يتعرض لها ذوو السجناء عند زيارتهم السجن، تعد من الممارسات الاعتيادية في معسكر التعذيب هذا. وأكد المعتقل الهارب «ان إدارة السجن تصف كل مطلب جماعي بأعمال شغب وتمرد وتواجه المعتقلين بالرد العنيف، وهذا ما حدث في شهر فبراير (شباط) الماضي عندما فتح حراس السجن نيران أسلحتهم على السجناء وأودوا بحياة ستة منهم وجرحوا آخرين». وقال ان «عملية حفر الأنفاق تتم بسرية تامة مستخدمين الوسائل المتاحة للحفر، اذ تتم إذابة الأتربة في مياه الحمامات والمجاري، وقد اكتشف الحراس اثنين من تلك الأنفاق الشهر الماضي أحدهما بطول 180 مترا يمتد من مكان لجمع النفايات داخل السجن والثاني بطول 200 متر يمتد الى خارج الأسلاك الشائكة التي تحيط بالسجن، الا ان النفق الذي تم استخدامه للهروب يوم الأحد الماضي لم يكتشف من قبلهم، اذ يتسع لشخص بالزحف داخله ولا تستغرق فترة اختراقه سوى دقائق معدودة.. ولم يتأكد من عدد السجناء الذين استطاعوا النفاذ من خلاله».

وكانت القوات الأميركية قد اعترفت الاسبوع الماضي بهروب 11 معتقلا من سجن بوكا، مشيرة الى انها نجحت في القبض عليهم وانها ستوجه اليهم تهمة اضافية هي محاولة الهروب من السجن.

وقال المعتقل الهارب «انا تحررت لأروي للرأي العام العراقي والأجنبي فظائع ما يجري في معسكر بوكا للتعذيب خاصة انني لا اعرف سبب اعتقالي منذ ما يزيد عن العام ولم يحقق معي او توجه لي تهمة معينة مثل غالبية المعتقلين في بوكا».