عودة معارضين إلى سورية: الحوار مع علوان تم عبر وسطاء.. والفنان عبدلكي يؤكد أن قراره شخصي

الاتحاد الاشتراكي: مبادرة جديدة للرئاسة السورية بعد فشل السابقة التي رعاها طلاس

TT

رأى الأمين العام لـ«الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي» في سورية حسن عبد العظيم أمس، أن عودة السياسي المخضرم جاسم علوان إلى بلاده بعد واحد وأربعين عاماً من الإبعاد خارج سورية، وكذلك عودة الفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي أمس بعد أكثر من 24 عاماً، تشكلان بداية عودة واسعة للمنفيين والمبعدين السوريين الذين يعيشون خارج سورية منذ فترات تتراوح بين عشرين، وأكثر من أربعين عاماًَ. وقال عبد العظيم لـ «الشرق الأوسط» إن عودة جاسم علوان الذي كان قد حُكم عليه بالإعدام في أعقاب محاولته الانقلابية الفاشلة في 18 تموز(يوليو) 1963 قد تمت بمبادرة جديدة من قبل الرئاسة السورية، حيث سبق أن كانت هناك مبادرة رسمية سورية تابعها وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس لكن لم يكتب لها النجاح.

وعما إذا كانت عودة علوان ، 80 عاماً ، تندرج في إطار عملية انفتاح تجريها القيادة السورية على أطياف سورية معارضة موجودة خارج البلاد ، قال عبد العظيم: «إننا نرى أن ثمة قرائن تشير إلى نية القيادة السورية الانفتاح على القوى السياسية الوطنية، بما يعزز بناء جبهة وطنية سورية في مواجهة التحديات الماثلة الآن أمام سورية».

وأضاف عبد العظيم «إننا نطالب دوماً بخطوات جدية للإصلاح السياسي في سورية على مختلف الصعد ، وبمبادرات جدية وسريعة من قبل القيادة السورية، بما يخدم عملية إعادة ترتيب البيت الوطني، ولعل ما يبعث على الأمل في تحقيق ذلك، ما رأيناه أخيرا من خطوات إيجابية تمثلت بالإفراج عن عدد كبير من المعتقلين السياسيين وبالبحث في إعادة الجنسية لمن ليس لديهم جنسية». وعما إذا كان الحزب، الذي يتزعمه عبد العظيم والذي كان علوان يقوده عام 1967، سيعيد انتخاب علوان أميناً عاماً له، قال عبد العظيم «لقد رفض علوان تسلم الأمانة العامة للحزب وهو خارج سورية مما جعلنا ننتخب في حينه الدكتور جمال الأتاسي أميناً عاماً، ثم تسلمت الأمانة بعد رحيل الأتاسي، ولم يتم بعد بحث هذه المسألة مع علوان».

وأشار عبد العظيم إلى أن وقف حكم الإعدام بحق علوان عام 1963 تم بناء على تدخل من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لدى القيادة السورية، حيث تم الاتفاق مع الحكومة السورية في حينه على أن يتم إبعاد علوان عن سورية، وذهب إلى القاهرة وأقام فيها إلى أن عاد إلى دمشق مساء أمس.

وعن آلية الحوار الذي جرى مع الحكومة السورية تمهيداً لعودة علوان، قال عبد العظيم: إن حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي في سورية لم يكن له دور في هذا الحوار الذي تم عبر وسطاء. وفي اتصال آخر بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على عودته إلى سورية قال الفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي لـ«الشرق الأوسط» إن عودته كانت نتيجة قرار شخصي، «وبعد أن لمست بعض التحول في التعاطي مع المعارضين السوريين بصورة أفضل من السابق».

ولفت عبدلكي إلى أن دخوله إلى الأراضي السورية عبر مطار دمشق حيث كان أهله وذووه وأصدقاؤه في استقباله، قد تم من دون أي سؤال أو استجواب من أية جهة أمنية، مشيراً إلى أن ثمة طريق جديدة في تعامل الأجهزة السورية مع المعارضين، وخاصة بعد التعميم إلى السفارات السورية في العالم بمنح من ليس لديه جواز سفر من جميع المواطنين السوريين في الخارج.

ورأى عبدلكي ثمة مرونة في تعاطي الأجهزة مع المعارضين السوريين في ضوء التحولات الجارية في العالم من جهة، وفي ضوء عدم قدرة المعارضة السورية على تشكيل أي خطر على نظام الحكم في البلاد.

وعما إذا كان ينتظر مزيداً من الانفتاح على القوى السياسية السورية في المرحلة المقبلة، اعرب عبدلكي عن أمله في أن يتم اتخاذ إجراءات في هذا المنحى مثل رفع حالة الطوارئ وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين وتشريع العمل الحزبي والتعددية السياسية، وتشريع العمل الصحافي وفق قانون عصري للصحافة وإيجاد حل نهائي لموضوع المنفيين وإصدار عفو شامل عن السياسيين. وأضاف إنني اعتقد أن السلطات السورية قادرة على استيعاب كل محاولات الضغط الخارجي التي تواجهها سورية في ما يتصل بمواقفها تجاه الشؤون العراقية والفلسطينية واللبنانية.