الحوار الإسرائيلي- الفلسطيني يستأنف اليوم لكن لقاء شارون مع أبو مازن سيتأخر

نائب موفاز: غاضبون على الرئيس الفلسطيني بسبب موقفه من «حماس»

TT

بعد حوالي الشهر من القطيعة على المستوى السياسي، يستأنف اليوم الحوار بين القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية بمشاركة عدد من الوزراء من الجانبين. لكن اللقاء المقرر بين رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سيتأخر ولن يعقد في القريب، رغم محاولات اوروبية وأميركية تجري لالتئامه قبل سفر ابو مازن الى البيت الأبيض للقاء الرئيس جورج بوش.

وحسب مصادر اسرائيلية فان اللقاءات ستبدأ باجتماع اليوم، هو الأول من نوعه منذ عدة شهور، بين نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شيمعون بيريس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (ابو علاء). كما ان اجتماعا سيعقد بعد عدة أيام بين بيريس وابو مازن. وسيعقد اليوم لقاء أمني للتنسيق حول تطبيق خطة الفصل القاضية بالانسحاب من قطاع غزة وتفكيك مستوطناته اضافة الى 4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية.

وكانت اسرائيل معنية بلقاء بين وزير دفاعها شاؤول موفاز والرئيس ابو مازن، الا ان الطرف الفلسطيني لا يحبذ ذلك ويفضل ان يلتقي موفاز مع وزير الشؤون المدنية في السلطة محمد دحلان، المسؤول عن ملف هذه الخطة.

وستعقد لقاءات أخرى بين مسؤولين من الجانبين بمشاركة دحلان وصائب عريقات، مسؤول ملف المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، ومستشار شارون السياسي دوف فايسغلاس، وبمشاركة وزيرة القضاء تسيبي لفنة ووزير شؤون الأسرى الفلسطيني سفيان أبو زايدة وغيرهم.

ورغم هذه اللقاءات فان الفلسطينيين يتهمون الحكومة الاسرائيلية بالمماطلة في تطبيق تفاهمات شرم الشيخ، التي تحدثت عن ضرورة اجراء دفعة قوية للمحادثات السياسية بينهما، وبالتهرب من الالتزامات الواردة في خطة خريطة الطريق. ويشعرون ان شارون يحاول اضاعة الوقت لأنه لا يريد مواجهة المعارضة الداخلية، ويفضل القاء المسؤولية على الفلسطينيين بدعوى انهم لا يحاربون ما يسميه الارهاب. وكان ابو مازن قد شكا في لقاء مع ممثلي وسائل الاعلام الاسرائيلية الكبرى، أول من أمس، من ان اسرائيل تعرقل جهوده ولا تساعده على اجراء الاصلاحات الجذرية في عمل السلطة الفلسطينية، بل تعرقل جهوده بواسطة ممارساتها القمعية ومواصلتها الاعتداءات العسكرية والاغتيالات. وقال انه من جهته معني بالتعاون من أجل التقدم في المسيرة السياسية على كافة الأصعدة، وانه مستعد للقاء شارون في أي وقت، من أجل مواصلة التقدم وتسوية الخلافات الناشئة. وأوضح لهم ان سياسته هذه صادقة ومخلصة وانه لا يديرها من أجل ارضاء الأميركيين أو الاسرائيليين، بل لأنها نابعة من القناعة بأنها مصلحة فلسطينية. وأكد ان هناك اجماعا على هذه السياسة في الشارع الفلسطيني. ودعا الاسرائيليين الى تغذية هذا النهج الجارف والكف عن الاستخفاف به وتجاهله.

في المقابل، كشف نائب وزير الدفاع الاسرائيلي، زئيف بويم، المعروف بقربه من شارون وموفاز، ان حكومته غاضبة من ابو مازن بسبب تعامله مع حركة حماس وأمثالها من قوى المعارضة. وقال بويم خلال رده باسم الحكومة على موضوع بحث في الكنيست الاسرائيلي أمس ان ابو مازن «بدلا من تفكيك التنظيمات المسلحة واعتقال قادتها، ساعدها على اقامة أذرع سياسية من دون ان يفرض عليها أية شروط وفتح لها الباب لكي تدخل الى المعترك السياسي جنبا الى جنب مع العمل العسكري، مما يذكرنا بطريقة عمل حزب الله اللبناني. وهذا أمر لا يمكننا الموافقة عليه».

وكانت مصادر مقربة من شارون أكدت أمس انه يتجه نحو تأجيل تطبيق خطة الفصل لمدة ثلاثة أسابيع. ونفت هذه المصادر ان يكون التأجيل هو مماطلة في تطبيق هذه الخطة وأكدت ان السبب يعود فقط الى تصادف وقوع الموعد المقرر في 20 يوليو (تموز) المقبل مع أيام الحداد على خراب الهيكل. وأضافت "الموعد الأصلي للاخلاء تقرر في حينه ان يكون في سبتمبر (أيلول) المقبل وحتى نهاية السنة. لكن شارون قرر تقديم كل المواعيد بثلاثة او أربعة أشهر من باب الرغبة في التقدم السريع في الانسحاب والاخلاء. ويبدو ان الموظفين الذين جدولوا برنامج الاخلاء لم ينتبهوا الى التواريخ الدقيقة للاعياد اليهودية.

وكان شارون قد اجتمع، أمس واول من أمس، مع عدد من مستوطني شمال الضفة الغربية. فطلبوا ان يتم نقلهم بشكل جماعي الى مدينة العفولة في مرج ابن عامر (ما بين الناصرة وجنين). فوعدهم خيرا وقال انه سيقدم لهم ما يستطيع من مساعدة.

وبدأ الجيش الاسرائيلي في اخلاء عدد من الآليات والأغراض التي لا يحتاجها في المعسكرات القائمة في قطاع غزة، مثل المباني المؤقتة وأجهزة كومبيوتر. وبلغ حجم ما نقله، أمس، الى معسكرات داخل اسرائيل حمولة 20 حاوية. وستستمر العملية في الأيام المقبلة، بغية التخفيف عن الجيش في فترة اخلاء المستوطنات.