السلطات الإيرانية تمدد احتجاز 140 عربيا وتهديدات رسمية بعدم الرحمة «مع مثيري الشغب» في خوزستان

TT

طهران ـ رويترز: أعلن مسؤول قضائي إيراني أمس، أن السلطات الإيرانية ستمدد احتجاز ما يزيد عن 140 شخصا من بين 344 اعتقلوا في إقليم خوزستان ذي الأغلبية العربية جنوب غربي البلاد في أعقاب أعمال العنف الطائفية التي وقعت يوم الجمعة الماضي، وسقط خلالها خمسة قتلى على الأقل.

ولفتت الاحتجاجات، وهي الاكثر دموية في إيران منذ عدة سنوات، اهتمام واشنطن. وقالت الخارجية الاميركية أول من أمس إنها «تشعر بقلق بالغ»، وإنها حثت الحكومة الإيرانية على ممارسة ضبط النفس.

وطالب آدم إيرلي المتحدث باسم الخارجية إيران بـ«احترام ممارسة الايرانيين السلمية لحقوقهم الديمقراطية». وقال إن «قمع حقوق الأقلية هو امر مستنكر، وهذه ليست المرة الاولى التي تمارس فيها ايران هذا النوع من انتهاكات حقوق الانسان».

ووصفت الاذاعة الايرانية تصريحات ايرلي بانها «تدخل» في شؤون البلاد، واتهمت واشنطن بانها تذرف «دموع التماسيح» على الاقلية العربية في ايران. ونقل موقع الاذاعة الايرانية على الإنترنت عن أمير خاني مسؤول الادعاء في مدينة الاهواز، عاصمة خوزستان، قوله «إن 200 من 344 معتقلا تم الإفراج عنهم».

وأضاف المسؤول القضائي الايراني «يمكن الإفراج عن البقية بكفالات اذا دفعت أسرهم... والمسؤولون الرئيسيون عن هذا الشغب عددهم عشرة على الأقل.. والقضاء لن تأخذه بهم أي شفقة».

وخلال اعمال العنف التي لا تزال مستمرة حتى الان، حطمت مجموعات من الايرانيين المنتمين الى اصول عربية سيارات شرطة وبنوك مكاتب حكومية وأضرمت النار فيها واشتبكت مع قوات الأمن التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.

ويقول مسؤولون ان أعمال العنف اندلعت اثر توزيع خطاب مزيف ناقش فيه مسؤول حكومي كبير فكرة تقليص نفوذ ذوي الأصول العربية في إقليم خوزستان الذي يعتبر قلب صناعة النفط الإيرانية عن طريق توطين مزيد من غير العرب في هذه المنطقة. ويتحدر نحو 3 في المائة فقط من سكان ايران البالغ عددهم 67 مليون نسمة، من اصول عربية، الا ان هؤلاء يشكلون اغلبية في بعض مناطق جنوب غربي البلاد.

من ناحية أخرى، قدم عدد من المسؤولين والسياسيين نظريات متباينة عن سبب هذه الأحداث تراوحت بين محاولات للتأثير على الانتخابات الرئاسية الايرانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل، إلى مؤامرات خارجية تهدف الى زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.

وكانت طهران قد أغلقت مكتب قناة «الجزيرة» القطرية أول من أمس، وقالت انها ستحقق في دورها المحتمل في إثارة الاضطرابات.