الشيوخ يؤجلون التصويت على تعيين بولتون ممثلاً لأميركا لدى الأمم المتحدة

TT

أجلت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي التصويت على تعيين جون بولتون ممثلاً للولايات المتحدة في الامم المتحدة، لفترة ثلاثة اسابيع اخرى، وذلك للمرة الثانية خلال اسبوعين. واتخذت اللجنة هذا القرار للتحقيق في مزاعم جديدة ظهرت ضد مرشح الرئيس جورج بوش للمنصب.

واعلنت اللجنة عن هذا القرار اول من امس بعد ان طلب السناتور الجمهوري جورج فوينفيتش مزيدا من الوقت للتحقيق في الاتهامات الجديدة، مما دفع باقي الجمهوريين الذين يسيطرون على اللجنة بنسبة 10 الى 8 للموافقة على التأجيل، خاصة ان الاعضاء الديمقراطيين في اللجنة قالوا انهم سيعارضون تعيين بولتون بالاجماع.

ورغم موافقة كل الجمهوريين على التعيين، فان الديمقراطيين شنوا حملة شعواء ضد بولتون، 56 عاما، الذي يعد مرشح كل من الرئيس بوش ونائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

وافاد بعض الاعضاء الديمقراطيين انهم لا يريدون التحقيق مع بولتون فحسب، وانما ايضاً منعه من الوصول الى الامم المتحدة، وذلك بعد ظهور اتهامات تشير الى محاولته استخدام ثقله ونفوذه في وزارة الخارجية، كوكيل للوزارة لشؤون مراقبة التسلح، في الضغط على موظف كان يعمل في قسم جمع الاستخبارات وتحليلها بالوزارة بعد ان اختلف معه في تحليل بعض المواد الاستخباراتية.

وقال مدير الموظف المعني ان بولتون كان يضغط لتضخيم المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالعراق، ولما اعترض الموظف هدده بولتون بفصله من وظيفته. وقال اعضاء ديمقراطيون في اللجنة انهم بحاجة الى مزيد من الوقت للنظر في كثير من الاتهامات المتعلقة بالاسلوب الاداري لعمل بولتون وتهديده لبعض مرؤوسيه ممن كانوا يختلفون معه. غير ان السناتور الديمقراطي البارز جوزيف بايدن قال انه يتوقع ان يجري التصويت لصالح بولتون في نهاية المطاف.

وكانت منظمة غير حكومية تدعى «مواطنون من اجل حلول كونية» اطلقت خلال الاسابيع الماضية اتهامات ضد بولتون، واوضحت في بيان، حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، ان هذه الاتهامات لا تؤهل بولتون لتمثيل الولايات المتحدة في الامم المتحدة، مشيرة الى «عجزه عن العمل مع الآخرين واسلوبه في الادارة وقلة احترامه لرؤسائه اضافة الى احتقاره للدبلوماسية والقانون الدولي مما يعيق قدرته على تمثيل مصالح الولايات المتحدة في الامم المتحدة».

وعلق دون كلاوس نائب مدير المنظمة، على قرار تأجيل التصويت قائلاً: «اليوم انتصرت المبادئ على التحزب في لجنة العلاقات الخارجية. اننا نحيي قرار اللجنة وتفهمها لضرورة حدوث اصلاحات بالامم المتحدة وقلق اللجنة على مدى قدرة بولتون على تنفيذ تلك المهمة».

وفي الاسبوع الماضي، استمعت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الى افادة كارل فورد مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الاستخبارات والابحاث شكك فيها في قدرة بولتون على شغل المنصب بالامم المتحدة.

يشار الى ان بولتون تولى منصب وكيل بوزارة الخارجية لمراقبة التسلح والأمن الدولي منذ مايو (ايار) 2001، وقبل ذلك، شغل منصب نائب رئيس معهد «أميركان انتربرايز» المحافظ، وكان أيضاً مساعداً لوزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية من 1989 حتى 1993، ومساعداً لوزير العدل من 1985 حتى 1989، ومساعداً إدارياً لتنسيق البرامج والسياسة لحساب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو. إس. ايد) من 1982 حتى 1983 .

ولعب جون بولتون دورا رئيسيا في المفاوضات الاميركية مع ليبيا عندما قررت طرابلس التخلي عن برامجها الخاصة بأسلحة الدمار الشامل.