أصوليون يهددون نائباً بريطانياً بـ«الموت»

إسلاميون يشنون «هجومين» على اجتماعات انتخابية في يوم واحد

TT

في واقعة جديدة تدل على عزم اصوليين بريطانيين عرقلة الحملة الانتخابية في المناطق التي يقطنها مسلمون، داهمت مجموعة من الناشطين اجتماعاً عقده النائب جورج غالاوي ليل اول من امس في شرق لندن، في اطار سعيه للفوز بمقعد جديد في انتخابات الخامس من مايو (أيار) القادم. وجاء ذلك بعد ساعات من مقاطعة اصوليين لمؤتمر صحافي عن الانتخابات أقامه المجلس الاسلامي البريطاني في لندن. وقال النائب الاسكوتلندي لـ«الشرق الاوسط» إن اصوليين «أصدروا علي حكماً بالموت». وقد اقر الأصولي السوري عمر بكري محمد بان انصاره شاركوا في الهجوم على اجتماع الليلة قبل الماضية، وتم توقيف ثلاثة منهم. يُشار إلى ان عناصر من المجموعة ذاتها قد اتهموا بمداهمة مؤتمر «المجلس الاسلامي» صباح الثلاثاء، وهم يصرخون متهمين كل مسلم يشارك او يدعو الى المشاركة في الانتخابات المقبلة بـ«الكفر». وعلمت «الشرق الأوسط» أن تهمة رسمية وجهت الى أحد المعتقلين، فيما تراقب السلطات البريطانية المختصة الأمر عن كثب تحسباً لأحداث عنف اخرى قبل إجراء الانتخابات. وقال غالاوي إن «الواقعة كانت مزعجة بيد ان العمل السياسي كثيراً ما يجلب لصاحبه المتاعب». ولفت في اتصال هاتفي اجرته «الشرق الاوسط» معه امس إلى أن المهاجمين الذين كان بعضهم مسلحاً، قد هددوه بالموت واتهموه بـ «الردة» ولولا تدخل الشرطة في الوقت المناسب لربما تمخضت الحادثة عن نتائج أسوأ. واضاف «لقد صودرت أسلحة من بعضهم». ونفى ان يكون قد اتهم «حزب التحرير» بشن الاعتداء، موضحاً ان انصار بكري قد اعترفوا سلفاً بأنهم قاموا بها. وذكر النائب الذي اسس حزب «ريسبكت» (احترام) بعد طرده من حزب العمال الحاكم العام الماضي، «أن المهاجمين كانوا هم نفس الأشخاص الذي داهموا المؤتمر الصحافي الذي عقده إقبال سكراني (الأمين العام للمجلس الاسلامي البريطاني) في وقت سابق». وتابع: «لقد اعترفوا (جماعة بكري) بأنهم هم الذين فعلوها». وعما إذا كان قد اتخذ إجراءات أمن احتياطية طالما ان الأمر وصل إلى حد التهديد بالقتل، قال النائب الاسكوتلندي «بطبيعة الحال، اننا نجري مناقشات مكثفة مع الجهات المعنية، بيد انني ماض في الحملة الانتخابية وفق الأساليب الديمقراطية المشروعة (على أمل) ان ننجح في توجيه رسالة (سلبية) الى توني بلير (رئيس الوزراء البريطاني)». غير ان «حزب التحرير» أعلن في وقت لاحق من ظهر امس انه باشر عملية رفع دعوى قضائية ضد غالاوي لانه اتهمه في مقابلة مع صحيفة «ايفنينغ ستاندارد» بارتكاب أعمال غريبة عنه كل الغرابة. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قال «في رد على المزاعم الخاطئة لجورج غالاوي في عدد اليوم (أمس الاربعاء) من صحيفة ايفنينغ ستاندارد، فإن حزب التحرير بدأ بالمقاضاة». ونسب الى المسؤول الاعلامي الدكتور عمران وحيد توجيهه انتقادات للنائب غالاوي. وشدد متحدث باسم الحزب على ان «العنف والشتائم غريبة كل الغرابة عن أساليبنا، ونحن لا نستعملها حتى مع أعدائنا في الدول الإسلامية».

وكان بكري قد اعترف بأن بعض اعضاء حركة «الغرباء» التي أسسها بعدما حلت مجموعته السابقة «المهاجرون» نفسها العام الماضي، ساهموا في الهجوم على اجتماع غالاوي. وقال «تم توقيف ثلاثة من الغرباء بسبب الحملة الانتخابية». واضاف ستتم «اليوم محكمة الاخ جلال الدين»، وهو أحد المعتقلين الثلاثة. وزاد أن «الناطق الرسمي للحركة، عبد الرحمن سليم، ضُرب (في اطار حادث الليلة قبل الماضية) بزجاجة على رأسه، مما أدى الى جرح عميق في رأسه وكسر في كفه الأيمن بعد ان تعرض له أكثر من عشرة أشخاص». يذكر ان بعض الأصوليين يعتبرون المشاركة في الانتخابات البريطانية ضرباً من «الإلحاد». جدير بالذكر ان مجهولين هاجموا سيارة النائبة العمالية، أونا كينغ، التي تمثل دائرة باثنال غرين (شرق لندن)، والتي يسعى غالاوي الى انتزاعها من الحزب الحاكم. ونقل عن مساعدين لها بأن مجموعة من الآسيويين اعترضوا سيارتها السبت الفائت وهم يصرخون «بوش وبلير مجرمان، واخرجي من دائرتنا» ثم لوثوا السيارة بالبيض.