رفع «الحلقة الإلكترونية» عن الأصولي الفلسطيني أبو ريدة

لندن اعتذرت بسبب ورود اسمه بطريق الخطا في قضية سم الريسين

TT

قال الاصولي الفلسطيني محمود أبو ريدة (أبو رسمي) المراقب إلكترونيا من قبل شرطة اسكوتلنديارد ، انه نزع الحلقة الإلكترونية التي وضعت على كاحله منذ خروجه من السجن الشهر الماضي وذلك بمساعدة الاطباء الذين يعالجونه قبل دخوله مستشفى تشارنج كروس للعلاج من امراض نفسية وعصبية وقرحة في المعدة وتورم رجله واصابته بحساسية بواسطة الحلقة التي كانت تلتف حول كاحله.

وقال ابو ريدة المكنى ابو رسمي، انه دخل مستشفى تشارنج كروس بوسط لندن يوم 12 ابريل (نيسان) الجاري وسمح له الاطباء بمغادرة العنبر الذي يحتجز فيه نهارا على ان يعود للمبيت في المستشفى ليلا. واعرب عن اعتقاده انه سيمكث في المستشفى لفترة طويلة قبل ان تستقر حالته الصحية. وأشار ابو ريدة في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» الى ان الاطباء المعالجين هم الذين اصروا على نزع الحلقة الإلكترونية وادخاله الى المستشفى بسبب تدهور حالته النفسية وفقدانه خمس كيلوغرامات من الوزن عقب الافراج عنه من مستشفى برودمور للامراض العصبية الشهر الماضي، وكذلك بسبب معاناته من عدم انتظام في ضربات القلب. واوضح ان الاطباء البريطانيين استخدموا حقهم القانوني في نزع الحلقة الإلكترونية عن كاحله يوم الثلاثاء 12 ابريل (نيسان) الجاري. وأفاد ان شركة الرقابة الإلكترونية المكتوب اسمها على الحلقة كثيرا ما تجاهلت اتصالاته الهاتفية ليلا بسبب شكواه من تضخم كاحله ورجله من الورم الذي اصاب رجله بسبب تلك الحلقة. وقال ان محاميه أرسل خطابا الى تشارلز كلارك وزير الداخلية البريطاني يطلب منه، بسبب ظروفه الخاصة النفسية والعصبية واعالته خمس بنات، رفع الحلقة الإلكترونية عن كاحله، لكنه لم يتلق أي رد حتى الان من الداخلية البريطانية حتى الآن. وكشف ابو ريدة عن تلقيه خطاب اعتذار مع الاصوليين التسعة الذين افرجت عنهم الحكومة البريطانية من سجن بيل مارش شديد الحراسة ومستشفى برودمور بسبب ربط اسمائهم بقضية سم الريسين، التي ادين فيها الجزائري كمال بورقاس بالسجن مدى الحياة الاسبوع الماضي.

وقالت الداخلية البريطانية في خطابها الذي اعتذرت فيه الى ابو ريدة ان السبب في فرض الرقابة عليه هو ربطه، بحسب الادعاء البريطاني، باسم ابن لادن زعيم «القاعدة» وجماعتين أصوليتين جزائريتين، وكذلك جماعة «الجهاد» المصرية التي يترأسها أيمن الظواهري الحليف الاول لابن لادن. وضمن الذين تراقبهم السلطات البريطانية بالحلقة الإلكترونية، القيادي الاصولي ابو قتادة الذي يعرف باسم عمر محمود عثمان، وتتهمه الحكومة بانه الزعيم الروحي لـ«القاعدة» في أوروبا. واحتجز محمود ابو ريدة لأكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة بدون توجيه أي اتهام له بموجب قانون مكافحة الارهاب الصادر عام 2001. وكانت «الشرق الأوسط» أجرت أول لقاء مع ابو ريدة عقب خروجه من المستشفى البريطاني، حيث تعرض الى معاناته بسبب الحلقة الإلكترونية والظروف التي مر بها منذ احتجازه في سجن بيل مارش قبل ترحيله الى مستشفى برودمور لعلاجه من الامراض النفسية والعصبية التي اصيب بها في السجن.

وافاد ابو ريدة ان الحكومة البريطانية تدعي انه يمثل خطرا على الأمن العام، ولذلك كانت تراقبه، ولكنه يشعر اليوم انه حرا أكثر من ذي قبل، لكن عليه ان يعود مع حلول الظلام الى عنبره في المستشفى بوسط لندن. يذكر ان الحلقة الإلكترونية كانت تسمح لأبو ريدة بالخروج من المنزل من السابعة صباحا الى السابعة مساء والتجول في أنحاء لندن وزيارة مسجده المفضل القريب من منزله «المنتدى الاسلامي». وتسمح له أيضا بلقاء أي شخص بالصدفة، أي من دون ترتيب موعد مسبق. وكانت الداخلية البريطانية قد أفرجت في الآونة الاخيرة عن ابو ريدة وتسعة اصوليين آخرين بينهم أبو قتادة (اسمه عمر محمود عثمان) الذي تعتبره الاستخبارات الغربية «سفير القاعدة في أوروبا». واحتجز أبو ريدة بموجب قانون «الاحتجاز بدون أدلة» الصادر بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) على خلفية علاقاته المفترضة مع حركة طالبان الافغانية. وكان أبو ريدة قد وصل إلى بريطانيا في يناير (كانون الثاني) 1995، طالباً حق اللجوء السياسي، وحصل على الإقامة الدائمة عام 1998. وهو من مواليد غزة ويحمل وثيقة سفر مصرية. وقد اعتقل من قبل الشرطة البريطانية يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) 2001 .