أنان يخشى خرق وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو

تقرير للأمين العام للمنظمة الدولية لم يشر إلى مخطط بيكر وعارض تقليص قوات «مينورسو»

TT

اعرب الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، عن تخوفه وقلقه من المعلومات المضمنة في التقارير التي ترفعها بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء (مينورسو) والتي تحدثت طبقا لما ورد في مسودة تقرير عرضه أنان على مجلس الأمن أول من أمس، واطلعت وكالة «ايفي» الإسبانية على محتوياته، حيث عبر أنان عن خشيته من تكاثر حوادث مؤشرة على خرق وقف إطلاق النار الجاري بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ عام 1991 .

وحسب المصدر الإعلامي الإسباني الذي يستند الى التقرير فإن المغرب نصب في المدة الأخيرة محطات رادار للمراقبة، كما أجرى مناورات عسكرية في مناطق محددة قريبة من خطوط التماس.

وفي المقابل نشرت جبهة البوليساريو قوات ومعدات حربية هي عبارة عن بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، كما تقوم وحدات عسكرية تابعة لها باختراق المنطقة المنزوعة السلاح.

واستنكر أنان، طبقا لذات المصدر، مضايقات جبهة البوليساريو بحق عناصر «المينورسو» المدنية والعسكرية، لعرقلة مهمتها، بينما تنص اتفاقية وقف إطلاق النار بين الجانبين على إتاحة الحرية الكاملة لأعضاء المينورسو، ليراقبوا الجانبين، من أي موقع أو مكان أرادوه.

وسجل تقرير أنان أنه لم يتم حتى الساعة خرق سافر وواضح لإطلاق النار من الطرفين المتصارعين، لكن التصريحات الأخيرة لمحمد عبد العزيز، الأمين العام لجبهة البوليساريو، بإمكانية العودة الى القتال، تدعو الى القلق في نظر أنان، الذي اقترح أمام احتمال التصعيد، تمديد مهمة «مينورسو» الى نهاية اكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، وان يتم الإبقاء كذلك على 273 مراقبا عسكريا، خلافا لما أوصى به مجلس الأمن في وقت سابق، بتقليص قوات «المينورسو»، قائلا (انان) بهذا الخصوص انه من الأفضل الاحتفاظ بالمستوى الحالي لعناصر بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، كحد أدنى. لكنه أعلن في المقابل ان بعثة من الامانة العامة للأمم المتحدة ستسافر الى الصحراء في مايو (ايار) المقبل لدراسة الوضع ميدانيا والنظر في امكانية تقليص حجم البعثة الأممية العاملة هناك. ولاحظت وكالة «ايفي» الإسبانية ان مسودة تقرير انان خلت من الاشارة الى مخطط التسوية الذي كان جيمس بيكر اقترحه، لكن أنان اعرب عن اسفه لوضعية الجمود الذي يهيمن على المفاوضات بين الجانبين للوصول الى حل مشترك للنزاع.

وتضمن التقرير اشارة متفائلة الى الاتصالات التي جرت اخيرا بين قادة دول منطقة المغرب العربي، واعتبرها خطوة الى الامام. من دون ان يكون لذلك تأثير مباشر في اتجاه حل مشكلة الصحراء، لكن الأمين العام للأمم المتحدة، جدد استعداده لمساعدة اطراف النزاع للوصول الى حل وصفه بالعادل والدائم والمقبول من الاطراف كافة، من دون ان يخفي أسفه كذلك لكون تلك الأطراف لم تتوصل الى اتفاق، لأسباب جوهرية، او لأنها لا تستعمل القنوات الموجودة للبحث عن قاعدة مشتركة، ملاحظا ان النزاع طال امده اكثر من اللازم، وخلف عددا من الضحايا، وآلاف اللاجئين الصحراويين يعيشون في ظروف مؤسفة، ويتوقف استمرار عيشهم على المساعدات الإنسانية الدولية.