وزير خارجية المغرب يزور إسبانيا الشهر المقبل وتوقع بحث كل مجالات التعاون

TT

يقوم محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب، بزيارة رسمية الى اسبانيا منتصف الشهر المقبل، للاجتماع بنظيره الاسباني ميغل انخيل موراتينوس. ولم يعلن رسميا في العاصمتين الاسبانية والمغربية عن موعد الزيارة، لكن مصادر اعلامية اسبانية اكدتها استنادا الى معلومات استقتها من وزارة الخارجية في مدريد.

وتزامن الاعلان عن الزيارة مع انعقاد الاجتماع الثاني للجنة ابن رشد، التي تضم فعاليات ثقافية وسياسية وعلمية من البلدين، وتعمل على التعريف المتبادل والتقريب بين الشعبين الاسباني والمغربي.

وكانت اللجنة قد عقدت اجتماعها الاول في مدينة مراكش، حيث استقبل اعضاؤها الجدد والقدامى، من طرف العاهلين المغربي الملك محمد السادس، والاسباني الملك خوان كارلوس، خلال زيارته الاخيرة الى المغرب في يناير (كانون الثاني) الماضي.

واعتبر استقبال العاهلين لاعضاء اللجنة دفعا لها لتمضي في طريق ترسيخ الوئام والتفاهم بين البلدين الجارين في اعقاب التعثر، الذي طال انشطتها من جراء الازمة الدبلوماسية التي شهدتها علاقات الرباط واسبانيا خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق، خوصي ماريا اثنار.

وذكرت مصادر اعلامية اسبانية، ان الوزير بن عيسى سيبحث مع موراتينوس مجمل القضايا والمواضيع الثنائية ذات الاهتمام المشترك، ولم تستبعد ذات المصادر ان يتم استعراض المواضيع التقليدية، مثل الهجرة السرية ونتائج العمل المشترك الذي يقوم به البلدان للحد من اثارها، وكذلك التصدي لتجارة المخدرات، اضافة الى تطورات نزاع الصحراء، وتقييم الجهود الدبلوماسية التي قامت بها الحكومة الاشتراكية منذ وصولها الى السلطة قبل اكثر من عام، في افق ايجاد حل دبلوماسي توافقي لنزاع طال امده.

ولاحظت ذات المصادر ان تيار العلاقات الانسانية يسري جيدا بين بن عيسى وموراتينوس، اللذين يشتركان في الحديث بنفس اللغات، الاسبانية والفرنسية والانجليزية، ولذلك فان محادثاتهما تخرج عن نطاق المجاملات التقليدية، خاصة ان لقاءات الوزيرين تكررت في اكثر من زيارة رسمية او في اطار مشاركتهما في انشطة دبلوماسية وثقافية خارج بلديهما، مما يحمل على الاعتقاد بان جدول اعمال الزيارة سيتسم بطابع المرونة حتى يشمل كل مجالات التعاون بينهما.

ولم يفت بعض وسائل الاعلام الاسبانية اثناء اشارتها لزيارة بن عيسى المقبلة، الحديث بايجابية عن المسار الذي تسلكه علاقات الرباط ومدريد، مستدلة باضطلاع البلدين بمسؤولية المساهمة في قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، حيث يجري التنسيق التام بينهما في اطار عمل الوحدة العسكرية المشتركة العاملة في هايتي.

ويلاحظ ان المعارضة اليمينية الممثلة في الحزب الشعبي، تصعد انتقاداتها للحكومة الاشتراكية كلما مضت هذه الاخيرة قدما في تعاونها مع المغرب، لدرجة انها (المعارضة)، اتهمت الرباط بتعذيب سجناء اسبان، اطلق سراحهم اخيرا ضمن اجراءات عفو اصدرها العاهل المغربي في مناسبة ختان ولي العهد الامير مولاي الحسن، علما بانه لم يثبت ان سلطات السجن مارست اي تعذيب على المحكومين الاسبان، وهم، اربعة تجار كبار للمخدرات، وخامس محتال متورط في عمليات نصب واحتيال، بينما تعامل الحزب الشعبي مع قضيتهم وكأنهم اصحاب رأي وأفكار ومواقف انسانية، الامر الذي جعل كثيرا من الاوساط الاعلامية والهيئات الحقوقية الاسبانية تثني على بادرة ملك المغرب الانسانية، وتستغرب موقف المعارضة.

يذكر ان تبادل الزيارات بين المسؤولين المغاربة والاسبان لم يتوقف منذ اتفق البلدان على ترسيخ اواصر الصداقة بينهما.