بنديكتوس السادس عشر يتعهد بالحوار مع الديانات الأخرى

العالم يرحب بالبابا الجديد لكن الليبراليين يشعرون بخيبة أمل

TT

تعهد البابا بنديكتوس السادس عشر بـ«الحوار مع اتباع الديانات الاخرى» وبالعمل على «اعادة بناء الوحدة الكاملة لجميع المسيحيين»، وذلك في العظة التي القاها أمس في كنيسة سيستينا امام جميع الكرادلة.

فقد وعد البابا الجديد بـ«الحوار مع اتباع الديانات الاخرى»، ومع الحضارات الاخرى وكذلك مع غير المؤمنين، في عظته التي القاها باللاتينية. كما تعهد «بالعمل بكل طاقته من اجل اعادة بناء الوحدة الكاملة لجميع المسيحيين».

واحيا حوالي الساعة السابعة قداسا باللاتينية «من اجل الكنيسة الشمولية»، مع جميع كرادلة المجمع المقدس بحسب صور نقلها تلفزيون الفاتيكان.

واعلن انه سيتوجه الى كولونيا (المانيا) في اغسطس (آب) بمناسبة ايام الشبيبة العالمية.

ورحب زعماء وقادة دينيون وكثير من المسيحيين الكاثوليك، في شتى أنحاء العالم بانتخاب الكاردينال جوزيف راتسينغر بابا جديدا للفاتيكان، تحت اسم بنديكتوس السادس عشر، الا أن الليبراليين من الكاثوليك أبدوا مخاوفهم من أن البابا الجديد لن يسعى لاصلاحات كبيرة.

وينظر أساسا للكاردينال الالماني المحافظ الذي انتخبه رفاقه من الكرادلة الثلاثاء، باعتباره عنصر استمرارية، حيث كان يعد أحد أقرب معاوني البابا الراحل يوحنا بولس الثاني والحارس لعقيدة الكنيسة طوال ربع قرن تقريبا.

وقال الطبيب الفلبيني لورنزو جاليجوس «اعتقد أننا مقبلون على عصر سلام لجميع الاديان».

وقال الرئيس الأميركي جورج بوش ان راتسينغر «رجل يملك قدرا كبيرا من الحكمة والمعرفة». وقال كوفي انان الامين العام للامم المتحدة، «انه يتولى البابوية وفي جعبته خبرة ثرية».

وقال الرئيس الالماني هورست كوهلر «ان انتخاب أول الماني بابا للفاتيكان خلال الف عام، يملؤنا ببهجة خاصة، وأيضا ببعض من الفخر.» وتوقع القادة اليهود والمسلمون أن يواصل راتسينغر، 78 عاما، مسيرة البابا الراحل في محاولة رأب الصدع بين الديانات، الا أن اختياره أثار بعضا من خيبة الامل بين أولئك الذين كانوا يأملون في أن يعمل البابا الجديد على التخفيف من وجهات نظر الكنيسة فيما يتعلق بقضايا، مثل الطلاق وتعيين أساقفة من النساء والمثلية الجنسية ومنع الحمل.

قالت جولي باتيستيني من جماعة الكاهنات الكاثوليكيات «راتسينغر ليس البابا الذي كنا نفضل كثيرا أن يتولى المنصب».

وقال مات فورمان من جماعة المثليين والمثليات جنسيا في الولايات المتحدة، «ان رجل الدين الالماني أظهر كراهية شديدة للشواذ».

ويتشكك الاخرون في ان ينجح راتسينغر في مداواة جروح الكنيسة التي تعصف بها خيبات الامل ولطختها فضائح الانتهاكات الجنسية.

ووصف بيرند جورينج مدير الجماعة المسكونية الالمانية كيرش فون اونتين انتخاب راتسينغر باعتباره كارثة.

وقال ماني ميكونيل السكرتير العام لمؤتمر الهند الديني، ان الفاتيكان لم يقدر بصورة كاملة الحوار بين الاديان الذي بدأته الكنيسة في بلاده.

وفي أميركا اللاتينية التي كانت تأمل في أن يكون أحد أبنائها هو البابا الجديد هذه المرة أثار اختيار راتسينغر الانقسام.

من جهة أخرى قدم البطريرك اليكسي الثاني رئيس الكنيسة الارثوذكسية الروسية التهنئة لبابا الفاتيكان الجديد يوم امس الاربعاء، وطالبه بالمساعدة في توحيد الكنائس المسيحية في العالم المنقسمة منذ الف عام.

بوتين ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهانيه آملا في مواصلة حوار سياسي بناء. واكد في رسالته ان روسيا تود مواصلة حوار سياسي بناء وتحرك مشترك مع الكرسي الرسولي، بغية المساعدة على حل المشكلات العالمية وتوطيد الخير والعدالة والانسانية.

واعلن الرئيس البولندي الكسندر كفاشسنفسكي، في برقية تهنئة، نتلقى بثقة وامل انتخاب بابا من الشعب الالماني، الذي اجرينا معه مصالحة تاريخية ونبني معا اوروبا موحدة.

الصين وفي بكين طلبت وزارة الخارجية الصينية من البابا الجديد، ان يقطع علاقات الفاتيكان الدبلوماسية مع تايوان، لتوفير الظروف التي تؤدي الى تحسين العلاقات بين بكين والكرسي الرسولي.

وفي هونغ كونغ، أعرب أسقف الكنيسة الكاثوليكية جوزف زن في، عن أمله في أن يسعى البابا الجديد للفاتيكان في إصلاح العلاقات مع الصين. أردوغان وفي إجابة على أسئلة الصحافيين في أنقرة أمس طلب رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي من البابا الجديد بنديكتوس تغيير موقفه الرافض لانضمام تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي.

كرزاي ومشرف كما هنأ الرئيس الافغاني حميد كرزاي البابا الجديد وقال في بيان «إنني أهنئ الكاردينال راتسينغر.. وبالنيابة عن الشعب الافغاني أتمنى لقداسة البابا كل نجاح وهو يتولى مسؤوليته الجديدة».

واعرب الرئيس الباكستاني برويز مشرف عن ارتياحه لانتخاب راتسينغر حبرا اعظم جديدا، آملا في ان يتمكن من التقريب بين المسيحيين والمسلمين. وعبر عن امله في ان يساهم البابا الجديد في تسهيل التوافق والانسجام بين العالمين المسيحي والاسلامي.

اليابان وهنأت الحكومة اليابانية البابا، وقال المتحدث الرسمي باسمها هيرويوكي هوسودا «إن الحكومة اليابانية تبعث بأسمى التهاني القلبية إلى البابا الجديد بمناسبة انتخابه.

قطر وهنأ امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني البابا الجديد بمناسبة توليه مهامه. واوضحت وكالة الانباء القطرية ان الشيخ حمد بعث ببرقية تهنئة الى البابا بنديكتوس السادس عشر بمناسبة انتخابه بابا للفاتيكان. إندونيسيا ورحبت إندونيسيا باختيار راتسينغر بابا الفاتيكان الجديد معربة عن أملها في أن يواصل حوار العقائد والجهاد من أجل تحقيق السلام بين الزعماء الدينيين.

الفلبين وفي مانيلا، أعربت رئيسة الفلبين جلوريا ماكاباجال أرويو عن أملها في أن ينجح راتسينغر في أن يصير «البذرة التي تنهي الصراعات في العالم». النيجيريون والكينيون يرحبون واستقبل المسيحيون الكاثوليك في نيجيريا وكينيا تنصيب الكاردينال راتسينغر بابا للفاتيكان بنوع من القبول والترحيب رغم آمالهم في انتخاب بابا من القارة السمراء.

وكان العديد من النيجيريين يأملون في فوز الكاردينال النيجيري فرانسيس أرينزي، ولكنهم أعربوا عن عدم غضبهم من عدم تحقيق أملهم.

الكنائس المصرية وأعربت الكنائس الكاثوليكية في مصر عن سعادتها وارتياحها لاختيار بابا الفاتيكان الجديد، وسادت مظاهر البهجة والاحتفالات في أوساطها. كما اعرب كثير من المصلين بالكنائس عن تفاؤلهم باختيار «كاردينال مخضرم»، مؤكدين انه معروف لدى غالبية الكاثوليك في العالم، كما انه كان عميدا للكرادلة ومن اقرب المقربين للبابا الراحل يوحنا بولس الثانى. وقال الاب رفيق جريش المتحدث الاعلامي للكنيسة الكاثوليكية، ان البابا بنديكتوس السادس عشر شخصية ذات افق واسع وواسع العلم والثقافة ومن اكثر المؤمنين بحوار وتقارب الاديان، وقد اكد هذا المعنى خلال اول قداس رأسه صباح اليوم.