مقتل 28 مدنيا وضابطا عراقيا وأجنبيا واعتقال4 بتهمة تفجير زوار المقدسات الشيعة في «مثلث الموت»

إسقاط طائرة تجارية بلغارية شمال بغداد.. واستهداف دورية أميركية شرق اللطيفية

TT

حتى في يوم المولد النبوي، لم يغب لون ورائحة الدماء عن احتفالات العراقيين بالمناسبة، فقد شهدت مناطق مختلفة بالعراق هجمات أدت لمقتل وإصابة أكثر من ثلاثين من المدنيين ورجال الشرطة والجيش العراقيين والأجانب. وتزامن ذلك مع القبض على أربعة أشخاص متهمين في التورط في أعمال قتل زوار الأماكن الشيعية المقدسة. وأعلنت بلغاريا عن إسقاط طائرة هيلوكبتر بلغارية تجارية ومصرع 11 شخص كانوا على متنها شمال بغداد.

أعلن مسؤول في السفارة الاميركية في بغداد، ان ستة أميركيين بين القتلى، بالاضافة الى بلغاريين وفيلبينيين، وقال ان «الاميركيين الستة الذين قتلوا يعملون في شركة «بلاكووتر» الامنية».

وشركة «بلاكووتر» هي شركة أمنية تتولى حماية الشخصيات الاميركية والعراقية.

واضاف المتحدث ان المروحية وهي من طراز «ام. اي 8» المستأجرة من قبل شركة «سكايلنك» تستعمل لنقل الاشخاص في العراق.

وقالت وزارة الدفاع البلغارية إن الطائرة مدنية. وأوضحت نائبة وزير الخارجية، غرغانا غرانتشاروفا، أن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى أن صاروخا أصاب الطائرة التجارية وهي عائدة من تكريت.

وفي سيدني أعلنت الخارجية الأسترالية أمس أن حارسا أمنيا أستراليا قتل على يد مسلحين في بغداد عندما تعرضت قافلته لإطلاق نار. وبذلك يرتفع إلى أربعة إجمالى القتلى الأستراليين في العراق.

وفي نفس الوقت، قتل ستة عراقيين، بينهم ضابط كبير في الجيش العراقي السابق، في حوادث منفصلة في شمال وجنوب بغداد أمس. وقال النقيب حيدر العبيدي لوكالة فرانس برس: «إن مسلحين مجهولين قتلوا صباح أمس أحمد السعيدي، المقدم السابق في الحرس الجمهوري المنحل». وأضاف أن «الحادث وقع أمام منزل السعيدي (وهو سني) في حي المزرعة شرق اللطيفية، عندما فتح المسلحون، الذين كانوا يستقلون سيارة، النار ولاذوا بالفرار».

من جانب آخر، أكد الضابط حميد كاظم، أن «مدنيا قتل وأصيب آخر بجروح بليغة أمس، عندما انفجرت عبوة ناسفة لدى مرور دورية عسكرية أميركية».

وأوضح أن الحادث وقع أيضا في منطقة المزرعة شرق اللطيفية، وأن «القتيلين كانا على متن سيارة مدنية على جانب الطريق». غير أن كاظم لم يوضح ما إذا كانت الدورية الأميركية قد تكبدت أية خسائر.

من جهة أخرى، أكد كاظم «اعتقال أربعة عراقيين في منطقة اللطيفية متهمين بالوقوف وراء العديد من عمليات القتل ضد زوار المدن الشيعية المقدسة». وأوضح أن «الأشخاص الأربعة الذين كانت لديهم كميات من الأسلحة والمتفجرات، اعترفوا خلال عملية التحقيق بالقيام بعمليات قتل وسرقة سيارات الزوار».

وتقع اللطيفية والمحمودية على تقاطع طرق يربط بغداد بالمدن الشيعية الجنوبية. وأطلقت على هذه المنطقة تسمية «مثلث الموت»، لكثرة ما شهدت من عمليات خطف لعراقيين وأجانب وهجمات على قوافل عسكرية أميركية وعراقية، وعمليات قتل استهدفت المسافرين وزوار العتبات المقدسة.

من جانب آخر، قتل شرطي وجرح اثنان آخران بانفجار عبوة ناسفة على دورية للشرطة في منطقة المحاويل (80 كيلومترا جنوب بغداد). وقال الضابط سعيد المعمار، من شرطة المحاويل، إن الانفجار وقع بالقرب من جسر المحاويل. وقتل ثلاثة عراقين وجرح ستة، بينهم عنصران من الجيش العراقي، في هجمات متفرقة وقعت أمس في شمال بغداد. وقال المقدم فارس مهدي، من شرطة الشرقاط (300 كيلومترا شمال بغداد)، إن «سائق شاحنة عراقيا قتل وجرح آخر جراء انفجار لغم أرضي على شاحنتهم التي كانت تنقل مواد إنشائية لصالح الجيش العراقي بالقرب من قرية الصديدة شمال شرق الشرقاط».

من جانبه، أكد المقدم ناصر محمود من شرطة بيجي (200 كيلومترا شمال بغداد) أن «عراقيا قتل فجر اليوم (أمس) جراء إطلاق نار عن طريق الخطأ من قبل الجيش العراقي في إحدى نقاط التفتيش المشتركة (العراقية ـ الأميركية) بالقرب من ناحية الصينية 15 كيلومتر غرب بيجي».

ومن ناحية أخرى، قتل مدني عراقي وجرح خمسة بينهم عنصران من الجيش العراقي، جراء انفجار دراجة نارية مفخخة في منطقة المشاهدة 30 كيلومترا شمال بغداد.

من ناحية أخرى، أعلنت شركة أمنية غربية أن ثلاثة أشخاص من العاملين فيها قتلوا في انفجار وقع أول من أمس على طريق مطار بغداد الدولي.

وجاء في بيان صادر عن «شركة آيدنبورغ ريسك» إن «أسترالياً وأميركياً وكندياً يعملون لدى الشركة قتلوا في الانفجار». وقال إن الثلاثة قتلوا خلال هجوم شنه مسلحون على قافلتهم. وأشار البيان الى أن «هؤلاء الأشخاص كانوا يعملون في إطار برامج إعادة الإعمار، خصوصا في مجال الانتخابات»، مشيرا الى أنهم «لعبوا دورا مهما في إنجاح الانتخابات العراقية التي جرت في يناير (كانون الثاني) الماضي».