إيباك تفصل موظفين كبيرين بعد اتهامات بتسريب معلومات سرية أميركية عن إيران إلى إسرائيل

TT

اعلنت واحدة من أقوى منظمات اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة «اللجنة الأميركية الاسرائيلية للشؤون العامة» المعروفة اختصارا باسم إيباك فصلها لموظفين قيد التحقيق من قبل المباحث الاميركية (اف بي آي) لشكوك في تسريبهما معلومات سرية عن ايران الى اسرائيل.

والرجلان المفصولان هما مدير السياسة في المنظمة ستيف روسن وكبير المحللين كيث وايزمان، وهو ايضا خبير متخصص في الشؤون الايرانية.

ونشر محاميا الاثنين بيانا نفيا بشدة ارتكابهما أي انتهاكات لقانون اميركي او سياسة ايباك.

لكن باترن دورتن المتحدث باسم ايباك دحض اجزاء من بيان المحاميين وقال انه لا يمثل الا وجهة نظرهما حول الحقائق، والاجراء الذي اتخذته ايباك جاء بعد دراسة دقيقة للمعلومات الاخيرة والتصرف الذي تتوقعه ايباك من العاملين فيها. ويأتي القرار قبل المؤتمر العام الحاشد للمنظمة في بين 22 و24 مايو (ايار) المقبل.

ويجري مكتب المباحث الفيدرالي «اف بي آي» تحقيقا لمعرفة هل كان لاسرائيل جاسوس على مستوى عال في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون). ويحقق المكتب لمعرفة هل سرب محلل بالبنتاغون وثائق سرية تتعلق بايران الى اسرائيل. وتركزت التحقيقات حول الاتصالات التي جرت بين محلل البنتاغون لورانس فرانكلين وهو كولونيل احتياط سابق في القوات الجوية واللجنة الاسرائيلية _ الأميركية. وكان فرانكلين يعمل في مكتب الرجل الثالث في البنتاغون دوغلاس فايث الذي اعلن استقالته قبل اسابيع.

ويشير خروج روسن ووايزمان الى تغير دراماتيكي بالنسبة للجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية، التي دافعت في بيانات علنية سابقة بقوة عن أفعال جميع موظفيها بينما كان مكتب المباحث الفيدرالي يقوم بتحقيقاته.

وتأتي هذه التطورات أيضا بينما يدرس المدعون الفيدراليون في ألكساندريا اعداد ملف تهم جنائية في هذه القضية وفقا لما قاله اثنان من مسؤولي هيئة تنفيذ القانون. ويركز التحقيق على ما اذا كان محلل السياسة في وزارة الدفاع لورانس فرانكلين قدم مسودة توجيه رئاسي حول ايران ومعلومات اخرى الى ايباك، وما اذا كانت ايباك قد حولت المعلومات بالتالي الى اسرائيل، وفقا لما قاله المسؤولان.

وقال أحدهما في مقابلة معه أجريت أخيرا ان «الأمور تسير سريعا. ومن المؤكد انها تقترب من بعض النتائج».

واضاف المسؤولان ان فرانكلين يتعاون مع السلطات في بعض الأحيان، ولكن لم يتوصل الى اتفاق مع المدعين حتى الآن. وقالا ان فرانكلين عاد الى عمله في وزارة الدفاع ولكن ليس في مركزه وبدون امتيازاته الأمنية السابقة.ولم يرد بلاتو كاشيريس، محامي فرانكلين، على رسالة هاتفية تركت له في مكتبه في وقت متأخر من يوم أول من أمس.

وكان مكتب المباحث الفيدرالي قد أغار على مكاتب ايباك في واشنطن مرتين في العام الماضي، واستولى على ملفات كومبيوترية، وسلموا أوامر بحضور أربعة من كبار المسؤولين أمام هيئة المحلفين. وتتخذ هيئة المحلفين التي تتابع القضية في ألكسندريا.

واكدت ايباك القدرة على توفير كميات كبيرة من الاسهامات المالية في حملة اصدقاء اسرائيل في الكونغرس, وفي مسح قامت به مجلة «فورتشن» عن نفوذ رأس المال، تظهر ايباك، عادة، ضمن الخمسة الأوائل، مع جمعية المتقاعدين الأميركيين والجمعية القومية لمالكي البنادق.

كما تقوم ايباك والمؤسسات التابعة لها بأخذ أعضاء الكونغرس وموظفيهم في جولات سنوية الى اسرائيل، معززة العلاقات بين الزعماء في كلا البلدين وضامنة المستويات العالية المتواصلة من المساعدة الخارجية من الولايات المتحدة لاسرائيل.

وأدت الفضيحة في ايباك الى ضجة في الأوساط اليهودية خصوصا بين المانحين السياسيين الأثرياء. ويخشى كثير من داعمي المنظمة من أن الاضطراب الحاصل يمكن أن يؤدي الى تقليص الدعم الأميركي لاسرائيل في مرحلة حرجة.

غير ان انباء صحافية أميركية قالت ان السلطات الأميركية والاسرائيلية استطاعوا احتواء الموضوع وقالت الانباء الصحافية انه تم اخفقاك التحقيق حينما بدى انه يدخل في مراحل هامة وحساسة تحت بند ان الامر كان اهمالا ولم يكن تجسا متعمدا. وانه لم يتم توجيه اية اتهامات حتى الان ورجع فرانكلين الى عمله في البنتاغون لكن بعد نزع التصريحات الأمنية التي كانت بحوذته. ووكان العضو الديموقراطي البارز في الكونغرس جون كونيرز قد طالب بتغيير القاضي المشرف على التحقيق بسب ميوله السياسية اليمينية والتي تجعلها متعاطفا مع القضية. غير ان الطلب لم يوافق عليه. وكانت اسرائيل قد حذرت الولايات المتحدة في اكثر من مرة انها تخشى من اقتراب ايران من امتلاك سلاح نووي وطالبتها باتخاذ اجراءات للحيلولة من دون وصول طهران الى السلاح النووي.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»