واشنطن ترصد 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقال تونسيين من قيادات «القاعدة»

يحملان الجنسية الكندية وأحدهما ترك وصية انتحارية

TT

رصد السلطات الأميركية للمرة الأولى أمس، خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن تونسيين من قياديي «القاعدة» باعتبارهما المقربين من زعيم التنظيم، أسامة بن لادن. وخصص الموقع الأميركي مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة كل من عبد الرؤوف بن حبيب جدي وفاكر بن عبد العزيز بوصرة. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آدم ايريلي، إن الرجلين كانا على اتصال مع منظمات «متطرفة» على ما يبدو، وعلى علاقة مع تنظيم «القاعدة». ويحملان الجنسية الكندية. وقال ايريلي إن بوصرة عبر عن عزمه «على الموت في عملية انتحارية».

وخصصت السلطات الأميركية مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساهم في اعتقال أي منهما.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن السلطات الأميركية لا تعرف ما إذا كان الرجلان موجودين في الولايات المتحدة حاليا، وقال «لا نعرف مكان وجودهما، لذلك علينا استخدام برنامج ملاحقة الفارين».

ويقضي هذا البرنامج بمنح مكافآت مقابل معلومات تتعلق بأشخاص متهمين بالإرهاب.

وقالت الخارجية الأميركية إن أكثر من 57 مليون دولار من المكافآت دفعت حتى الآن في هذا الإطار.

وقال برنامج «مكافأة من أجل العدالة»، التابع للخارجية الاميركية، إن الرجلين كانا في تركيا في أوائل عام 2002، وهناك مخاوف من عودتهما إلى كندا أو الولايات المتحدة. وطبقا للمعلومات التي وفرها برنامج «مكافأة من أجل العدالة»، فإن الجدي يبلغ من العمر 39 عاما، وبوصرة 41 عاما. وأشار الموقع الإلكتروني على الإنترنت إلى أن الجدي يعرف أيضا بين الأصوليين المحسوبين على «القاعدة» باسم فاروق التونسي، وتورط من قبل في عمليات إرهابية. وأشار موقع «مكافأة من أجل العدالة» إلى أن فاروق التونسي تدرب في معسكرات «القاعدة» في أفغانستان، وحارب ضد قوات التحالف الشمالي ضمن صفوف قوات طالبان، وترك وصية انتحارية يشير فيها إلى رغبته في الموت في سبيل المبادئ التي يؤمن بها.

ويعرف قيادي «القاعدة» الآخر بوصرة، باسم أبو أيوب التونسي. وقالت مصادر الخارجية الأميركية أن الرجلين ربما يخططان لعمل إرهابي وشيك ضد بلدهما الأصلي تونس.

ويقدم برنامج «مكافأة من أجل العدالة» جوائز قيمتها 25 مليون دولار لمعلومات تمنع وتحبط أعمال الإرهاب الدولي ضد المصالح الأميركية على مستوى العالم، أو تقود إلى اعتقال وإدانة إرهابيين مسؤولين عن القيام بهذه الأعمال في أي دولة من الدول.

ويتضمن الموقع الأميركي أسماء وصور أسامة بن لادن زعيم «القاعدة»، وأيمن الظواهري، حليفه الأول. وقد رصد الموقع 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجودهما، بالرغم من أن المسؤولين يقولون إنه ليست لديهما فكرة عن مكان وجود الاثنين، إلا أنهم يتكهنون بشكل كبير بأن يكونا مختبئين في مكان ما على الحدود بين أفغانستان وباكستان. أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم «التوحيد والجهاد» المطلوب أميركيا في العراق، خصصت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لمن يرشد عن مكان وجوده. وخصص الموقع الأميركي مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة كل من مدحت مرسي السيد عمر وكنيته أبو خباب المصري، خبير مفرقعات «القاعدة»، ومثلها لعلي السيد محمد مصطفى البكري وكنيته عبد العزيز المصري، وكذلك سيف العدل، المسؤول العسكري لـ«القاعدة». وتضمنت القائمة أيضا اسما جديدا، هو مصطفى ست مريم نصار، المعروف أيضا بـ«أبو مصعب السوري»، وهو سوري يبلغ من العمر 46 عاما، مشتبه في تورطه في تفجيرات قطارات مدريد في مارس (آذار) عام 2004، التي أسفرت عن سقوط 191 قتيلا، ورصدت مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه قدرها خمسة ملايين دولار.

وألقت باكستان القبض على نحو 600 من أعضاء «القاعدة» ومتشددين آخرين منذ الانضمام للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الإرهاب بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (أيلول) 2001، والتي يلقى بالمسؤولية فيها على تنظيم «القاعدة».