بريطاني عائد من غوانتانامو يدعو إلى كبح ظاهرة الأصوليين في أوروبا

شن حملة لإطلاق 5 محتجزين في المعسكر الأميركي بينهم سعودي

TT

شن بريطاني عائد من غوانتانامو حملة امس لإطلاق سراح خمسة معتقلين عاشوا في بريطانيا لسنوات طويلة من دون ان يحصلوا على الجنسية البريطانية. وقال معظم بك انه بالرغم ان المعتقلين الخمسة لا يحملون الجنسية البريطانية إلا ان عوائلهم يعيشون في هذا البلد. والمعتقلون الخمسة المحتجزون في غوانتاناموا هم بشر الراوي، وهو رجل اعمال عراقي طالب للجوء السياسي في بريطانيا منذ عام 1985، اعتقلته السلطات الأميركية مع صديقه الأردني جميل البنا في مطار بانغول بغامبيا في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2002 بشبهة الارتباط بمنظمة إرهابية. وضمن المعتقلين ايضا جمال عبد الله، وهو أوغندي جاء الى بريطانيا عام 1993، ليعيش مع والدته الحاصلة على الجنسية البريطانية، بعد وفاة والده. وهناك سعودي عاش في بريطانيا منذ عام 1996 اسمه شاكر عبد الرحيم امير، 38 عاما، ومتزوج من سيدة بريطانية، ولديه منها اربعة اطفال. وتقول منظمة العفو الدولية ان شاكر امير كان يعمل في منظمة إغاثية في افغانستان عندما تم اعتقاله في شهر يناير (كانون الثاني)عام 2002، قبل ترحيله الى غوانتانامو. وأنجبت زوجته البريطانية طفلها الرابع في شهر يونيو (حزيران) 2003، بينما زوجها في المعسكر الاميركي.

كما يعتقل في غوانتانامو الليبي عمر الدغيس من مدينة برايتون الساحلية الحاصل على حق الاقامة الدائمة في بريطانيا، وتحمل عائلته الجنسية البريطانية. وكان رجل الأعمال الليبي ابو بكر عامر الدغيس قد كشف لـ«الشرق الأوسط» في حديث سابق ان شقيقه تعرض للاستجواب من قبل ضباط من المخابرات الليبية، مضيفا ان شقيقه حاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا منذ عام 1986، إلا أن الحكومة البريطانية رفضت تبني قضية شقيقه مثل البريطانيين الذين عادوا أخيرا من غوانتانامو.

الى ذلك، قال معظم بك لهيئة الاذاعة البريطانية امس ان حصول المعتقلين الخمسة على حق الاقامة الدائمة في بريطانيا يعطيهم نوعا من الحقوق المخول بموجبها للخارجية البريطانية ان تسعى لإطلاق سراحهم. وكانت السلطات الاميركية قد افرجت عن معظم بك في يناير الماضي مع ثلاثة بريطانيين آخرين بعد حملة اعلامية ضخمة اشرف عليها والده المصرفي عظمة بك. وكان معظم بك اعترف في التحقيقات الاميركية انه زار معسكرين للتدريب في افغانستان، ولكنه كان كمراقب ولم يشارك في التدريبات العسكرية. وافاد معظم بك انه التقى خلال وجوده في معسكر دلتا بقاعدة غوانتانامو بكوبا، اثنين من المعتقلين الخمسة، أحدهما العراقي الراوي، الذي اوضح له انه تعرض للتعذيب. وقال انه بريء تماما مما نسب اليه في قاعدة غوانتانامو من اتهامات وصفها بـ«الباطلة». واعترف معظم بك بتزايد حجم «الإسلاموفوبيا» في الدول الغربية بعد هجمات سبتمبر (ايلول) 2001. وأوضح ان لغة الخطاب للرئيس الاميركي بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد تؤيد ذلك. واشار الى ان بريطانيا مقارنة مع الدول الاوروبية واميركا وبقية الدول الاسلامية تعتبر مكانا مثاليا لعيش ابناء الجاليات المسلمة. واوضح: «أن لدينا كثيرا من الحرية في بريطانيا». وقال ان الاصوليين يمثلون تهديدا في جميع انحاء اوروبا، مشيرا الى ان هذه الظاهرة تحتاج الى «فرملة» ويجب وضعها في حجمها الحقيقي. ويعتقل بقاعدة غوانتانامو الاميركية نحو 500 شخص يشتبه في انتمائهم الى حركة طالبان او تنظيم «القاعدة» الارهابي وقد أسروا خلال الحرب في افغانستان، بدون محاكمة. وكان معظم بك الذي أسر عام 2002 في باكستان، قد ذكر في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي انه تعرض للتعذيب والتهديد بالقتل، واكد انه شهد مقتل اثنين من المعتقلين «في ايدي جنود اميركيين». ورفع أربعة من البريطانيين الخمسة الذين افرج عنهم في مارس الماضي من غوانتانامو دعاوى قضائية في الولايات المتحدة سعيا للحصول على تعويضات.