نخبة «سوس» المغربية تجتمع غدا في أغادير لمناقشة «السياسة التمييزية» لشركة طيران بلادهم إزاء المنطقة

TT

لأول مرة في تاريخ منطقة سوس المغربية، يجتمع نواب ومستشارون وفاعلون من جميع المشارب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يوم غد في مدينة اغادير لمناقشة ما يعتبرونه «سياسة تمييزية تقوم بها شركة الخطوط الملكية المغربية ازاء المنطقة»، وهو ما ينعكس سلبا على قطاع السياحة فيها. هذا في الوقت الذي يعتبر فيه كثير من العاملين في قطاع السياحة ان شركة الطيران المغربية تشكل اكبر عائق امام تحقيق رهان جلب 10 ملايين سائح في افق عام 2010 .

ويشتكي العاملون في قطاع السياحة في اغادير من ضعف الخدمات التي تقدمها الشركة للمنطقة، اذ لا يوجد الا خط مباشر واحد يربط عاصمة اوروبية بأغادير هو خط «باريس ـ اغادير»، وبالتالي فان صول السائح اليها يتطلب منه رحلة مضنية، اذ لا بد له ان يمر عبر الدار البيضاء، وينتظر مدة من الزمن قد تطول او تقصر قبل ان يتوجه الى اغادير، وهو الامر الذي ينعكس سلبا على السياحة فيها. زيادة على ذلك فان سعر تذكرة السفر بين الدار البيضاء واغادير مرتفع، اذ يصل الى الفي درهم (240 دولارا). بينما تكلف الرحلة من الدار البيضاء الى شرم الشيخ او اسطنبول 3000 درهم (361 دولارا).

وثمة اقتناع لدى الفاعلين السياحيين بأن الاسعار التي تضعها الشركة داخليا وخارجيا ليست مغرية بل اصبحت من المعوقات الاساسية امام انتقال السياح من داخل المغرب وخارجه، وبالتالي هناك شعور في اوساطهم بالخيبة والاحباط في ان يتمكن المغرب من كسب رهان جلب 10 ملايين سائح.

ويعاني المغاربة المقيمون في الخارج ايضا من ارتفاع اسعار شركة طيران بلادهم، التي تبقى الاكثر غلاء مقارنة مع باقي شركات الطيران الدولية، رغم التخفيضات التي تقدمها لافراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، ذلك ان كلفة تذكرة الطائرة بين لندن والدار البيضاء مثلا يمكن بها للمغربي ان يقضي عطلة سياحية مدتها 14 يوما تشمل تذكرة الطائرة والفندق ووجبة فطور في الجزر اليونانية او في قبرص او في البرتغال واسبانيا.

وامام الغلاء الفاحش لاسعار شركة الطيران المغربية، اصبح كثير من المغاربة المقيمين في المهجر لا سيما في بريطانيا يفضلون السفر الى المغرب عبر جبل طارق او مدينة مالقة الاسبانية، من خلال شركات طيران اوروبية، وبأسعار مغرية ومن ثم يعبرون مضيق جبل طارق نحو مدينة طنجة المغربية على متن البواخر والعبارات السريعة التي لا يتجاوز سعر تذكرتها 250 درهما اي 30 دولارا.