اتفاق عسكري تاريخي بين دول الـ«ناتو» وروسيا

ينص على إجراء تدريبات مشتركة وتنقل القوات في أراضي العدوين اللدودين سابقاً

TT

اختتمت امس في فيلينيوس عاصمة ليتوانيا اجتماعات وزراء خارجية الدول الـ 26 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتي شهدت التوقيع على اتفاق بين الحلف وروسيا للتعاون العسكري بين العدوين اللدودين سابقا. ويتضمن الاتفاق اجراء مناورات عسكرية مشتركة مع السماح لقوات الجانبين خلالها بالتنقل عبر أراضي الطرف الآخر. وحضر التوقيع الأمين العام للحلف الأطلسي ديهوب سخيفر، ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. ووصف الاتفاق بأنه مرحلة مهمة على طريق التعاون بين الحلف الأطلسي وروسيا «الوريث الشرعي للاتحاد السوفياتي السابق»، وهو احد اهم عناصر حلف «وارسو» او المعسكر الشرقي، العدو اللدود السابق للمعسكر الغربي الذي تمثل في الـ«ناتو» خلال سنوات الحرب الباردة.

وينص الاتفاق على السماح لقوات حلف الأطلسي بعبور الأراضي الروسية وكذلك تنقل القوات الروسية في أراضي دول الحلف الأطلسي خلال التدريبات العسكرية المشتركة.

وبحسب بيان صادر عن مقر الحلف ببروكسل فان الوزراء بحثوا خلال الاجتماع في بعض المواضيع المتعلقة بالعلاقات الروسية ـ الأطلسية وموقف الحلف من وجود قوات روسية في مولدافيا وجورجيا، اضافة الى مناقشة اعدد من القضايا المهمة وفي مقدمها تعزيز الحوار السياسي بين دول المنظمة العسكرية الدولية. وطالب الامين العام للحلف الوزراء بالعمل من اجل ان تتحول الاجتماعات داخل الحلف الى منتدى للمناقشات السياسية التي تؤتي بنتائج مثمرة بالنسبة الى ضفتي الأطلسي وخلق نظرة موحدة تجاه التحديات الأمنية الدولية.

وعلى الرغم من التوقيع على الاتفاق، إلا ان العاصمة الروسية أعربت رسميا عن قلقها تجاه احتمالات انفراط عقد الشراكة والتعاون نتيجة ما وصفه المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، الكسندر ياكوفينكو، بـ«تصرفات حادة وغير مدروسة والتي تتعلق بدعوة عدد من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق للانضمام الى الناتو». وأضاف ياكوفينكو «ان روسيا على يقين شأنها في السابق من ان التوسع الجغرافي للناتو لا مبرر جديا له». مشيرا الى عدد من التوجهات في الخطط العسكرية لـ«الناتو» واستمرار مخطط التوسع الجغرافي ورفض التقيد بمعاهدة تقليص الأسلحة والقوات في وسط أوروبا المعدلة تحت مختلف الذرائع، وقل إن ذلك لا يمكن الا ان يثير قلق موسكو. وكانت موسكو رفضت ايضا تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، التي تناولت فيها الأوضاع في روسيا البيضاء واعتبرت نظام الحكم فيها نظاما شموليا «حان وقت تغييره». وقالت في الحلف ببروكسل ان الاجتماع بحث ايضاً في امكان توسيع دور الـ«ناتو» في قضايا السياسة الدولية. واضافت ان الوزيرة رايس قادت مناقشات مع نظرائها في الحلف حول عملية السلام في الشرق الأوسط وامكانية قيام الحلف بدور في القضايا السياسية. ولكن تقارير صحافية نقلت امس عن الأمين العام للحلف قوله ان مناقشة عملية السلام في الشرق الأوسط لا تعني بالضرورة ارسال قوات الى المنطقة، الأمر الذي دفع مصدرا دبلوماسيا أوروبيا ببروكسل الى القول إن فرص قيام «ناتو» بدور في قوات لحفظ السلام في منطقة الشرق الأوسط أصبحت ضعيفة للغاية. لكن الوزير لافروف أعلن في اعقاب توقيع اتفاق الشراكة في اطار مجلس «روسيا ـ ناتو» ان اتفاقا جرى التوصل اليه حول عدم تدخل الـ«ناتو» في عملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط والتي يلعب فيها الرباعي الدولي الدور الرئيسي. لكنه اشار الى انه وفي حال عدم التوصل الى التسوية بعد رحيل اسرائيل عن قطاع غزة واذا طلب الجانبان قوات دولية بتفويض من الأمم المتحدة فانه يكون من الممكن الاستفادة من مجلس «روسيا ـ ناتو».

من جهة أخرى، أكد وزراء الخارجية رغبتهم في التعاون المشترك بين الـ«ناتو» وأوكرانيا، لكنهم شددوا في الوقت نفسه على ان الوقت غير مناسب حالياً لانضمام هذا البلد المنظمة