القوات السورية تنهي من لبنان اليوم.. وتحرق وثائق وتخلي مواقعها في البقاع

بعلبك (البقاع اللبناني): حسين درويش

TT

من المتوقع ان تنهي القوات السورية مساء اليوم انسحابها من الأراضي اللبنانية، على ان يتم الانسحاب من مركز جهاز الأمن والاستطلاع في بلدة عنجر والمواقع العسكرية المحيطة بها غداً الثلاثاء او بعد غد الاربعاء، لتنتهي بذلك حقبة الوجود العسكري السوري التي استمرت 29 عاما. وسيتسلم الجيش اللبناني هذا المركز إضافة الى المواقع الاخرى.

وكان مسؤول سوري كشف لوكالة (أب) أن «من سيتبقى هم الذين سيشاركون في حفل الوداع». ومن المقرر ان يقام غداً حفل وداعي للقوات السورية في قاعدة رياق الجوية (البقاع) يحضره رئيس هيئة الاركان السوري العماد علي حبيب وقائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية العميد الركن رستم غزالي ومجموعة من ضباط الجيشين.

هذا فيما كانت القوات السورية باشرت باحراق عدد من الوثائق واخلاء المواقع وتحميل الشاحنات خارج قاعدة في منطقة دير الأحمر في البقاع اللبناني ابتداء من يوم أمس. أما في منطقة عنجر، فحسب ما ذكرت وكالة (أب) كان المسؤولون السوريون مستمرين في «العمل كالعادة». هذا وينتظر ان يصل اليوم الى لبنان فريق تابع للامم المتحدة لبدء اعمال التحقق من الانسحاب السوري حسبما نص عليه القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن. وفي هذا الاطار سجل عند الرابعة من بعد ظهر امس انسحاب قافلة كبيرة ضمت حوالي 80 مدرعة وقطعة مدفعية وآليات متنوعة من شمال مدينة بعلبك باتجاه شمال سورية. كذلك اخلت المخابرات السورية آخر مواقعها الرئيسية في بعلبك الذي كان يتولى قيادته العميد علي صافي. وتسلمت قوة من الجيش اللبناني المركز.

ونظم اهالي بعلبك حفلاً وداعياً للعميد صافي قبل ان يغادر المدينة عند العاشرة من قبل الظهر مع عناصر المجموعة في حافلة عسكرية وسيارة مرسيدس مدنية. وحضر الحفل وزير الدفاع الاسبق غازي زعيتر الذي اكد على العلاقات المميزة بين لبنان وسورية. وقال: «لن يغير التاريخ والجغرافيا العلاقات التي تميز شعبنا الواحد في بلدين. وسنبقى في خندق واحد ونعمل من اجل كرامتنا ومواقفنا الوطنية. ولن نقول شكراً لسورية عندما دعمت لبنان والمقاومة لأنه دعم شقيق وليس منة لأن سورية وقفت مع نفسها».

وكان قد سجل انسحاب عشرات الدبابات والآليات السورية خلال ليل السبت ـ الاحد من مناطق دير الاحمر، اجر الحرف، دورس، محور مدينة الامام الصدر، دورس الضيعة، محيط مستشفى دار الامل، ومفرق مجدلون باتجاه نقطة المصنع الحدودية.

كذلك انسحبت القوات السورية امس من نقطة تفتيش في البقاع الشرقي. وتولى الجيش اللبناني الاشراف عليها. وأخلت القوات السورية صباح أمس حاجز بيادر العدس الذي يربط نقطة المصنع الحدودية ببلدة راشيا في البقاع الغربي. وأفاد ضابط سوري ان الجيش سرَّع وتيرة انسحاباته من لبنان، مؤكداً ان الانسحاب الكامل سينجز خلال الساعات الـ24 المقبلة.