خبراء قانونيون: معضلة قضية موساوي هي عقوبة الإعدام

حلفاء أميركا الأوربيون يحثون واشنطن على عدم تطبيق العقوبة

TT

واشنطن ـ أ.ب: بدأت محاكمة زكريا موساوي الفرنسي الجنسية ومغربي الأصل، التي تتجه بشكل سريع نحو الحسم، تدخل المرحلة الأصعب، وهو مهددا بعقوبة الإعدام بسبب تواطئه في عمل إرهابي. والخطوة اللاحقة ستكون تحديد العقوبة بالنسبة لموساوي، 36 سنة، والذي قال إن الهدف من تدريبه على قيادة الطائرة 747 هو لمهاجمة البيت الأبيض في هجوم منفصل عن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 . ومثلما كان اعتراف موساوي صادما ف فإن العداء الدولي لعقوبة الإعدام والحاجة لتعاون الرئيس الأميركي جورج بوش مع الأطراف الأخرى في محاربة الإرهاب، يطرحان سؤالا معقدا: هل تريد إدارة بوش حقا أن تعدم هذا الشخص؟ وكان الجواب يوم الجمعة الماضية بالإيجاب حينما بدا فريق الإدعاء فرحا لتحقيقه نصرا انعكس في مشاعر العرفان بالجميل له من قبل أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر.

وقال هاميلتون بيترسون في تعليقات مشحونة بعاطفة قوية لمساعد وزير العدل الأميركي كين ميلسون خارج قاعة محكمة الكسندريا بولاية فكتوريا، حيث أقر موساوي بالذنب: «باسم أعضاء العائلات المعنية نحن نشكركم». وكان والد هاميلتون وزوجة أبيه قد قتلا على متن الطائرة رقم 93 في بنسلفانيا. وأثنى هاميلتون على «جهود الرئيس الحذرة دائما».

لكن طريقة النظر لقضية موساوي مختلفة تماما في الخارج، فالاتحاد الأوروبي أدان عقوبة الإعدام ضد الأشخاص الحاملين لجنسيات غير أميركية. وحثت فرنسا، التي يحمل موساوي جنسيتها، على عدم تعرضه لهذه العقوبة. كذلك أبدت السلطات الألمانية ترددا في تسليم أدلة ضد موساوي، لتخوفها من أن تستخدم كمبرر لإصدار حكم بالإعدام ضده. وقالت اسبانيا إنها لن تسلم أي شخص مشتبه في قيامه بأعمال إرهابية إلى الولايات المتحدة إذا كان احتمال تنفيذ حكم الإعدام فيه قائما.

وقال لاري بارسيلا، وكيل النيابة الفيدرالي السابق، إن «السعي لإصدار حكم الإعدام ضد موساوي ظل قضية محفوفة بالمخاطر، فإضافة إلى أوروبا هناك العالم المسلم الذي سيرى في إعدامه شكلا من أشكال العروض الجماهيرية». وبالنسبة لمنتقدي الرئيس الأميركي، فإن رسالة موساوي من خلال إقراره بالذنب، هي لغرض تجنب شبح الإعدام، لكن لن يكون لها أي تأثير على إدارة بوش التي لا تظهر أي اهتمام تجاه الموقف الدولي المعارض للإعدام. فبالنسبة للأميركيين ليست هناك أي أهمية لأن يصبح موساوي شهيدا أو أداة لكسب متطوعين جدد للقاعدة.

وقال ستيفن هيس المحلل في معهد بروكنغز: «ليس هناك حتى للرأي العالم أي وزن. ليس هناك أي رأي عام في الولايات المتحدة غير مستعد لإصدار أقصى عقوبة ضده. وليذهب العالم في طريقه. إنها مسألة غير قابلة للنقاش».

وعلى الرغم من إقراره بست تهم، فإن موسوي ما زال قادرا على مواجهة المحكمة الفيدرالية كي تعطيه منبرا مفتوحا على العالم».

وقال الخبراء القانونيون إن موساوي قادر على كشف ما يراه أمرا غير عادل، وهذا يتضمن عجزه عن استدعاء المخططين لهجمات 11 سبتمبر كشهود لصالحه أثناء المحاكمة بغض النظر عما إذا كان سيبقى حيا أو أنه سيعدم. وقال إن أولئك المخططين سيشهدون بأنه لم يكن طرفا في هجمات 11 سبتمبر.

وإمكانية منع هؤلاء الشهود من التحدث لصالحه، تم اتخاذ قرار بخصوصها أمام المحكمة الجنائية، وهذه لن تحدث الآن. ويستطيع موساوي أن يستخدم فقط مختصرات مكتوبة من المقابلات مع أولئك الشهود. وهو في الوقت الذي أقر بأنه جزء من المؤامرة، فإن بإمكانه المحاججة بأن دوره منفصل عن أدوار أولئك الذين شاركوا في هجمات 11 سبتمبر، فهو لم يقم بخطف طائرة، ولم يوجه فريقا انتحاريا ليقوم بفعل ما. وقال بِيت وايت، وكيل النيابة الفيدرالي السابق: «كل شيء متعلق بهذه القضية مختلف. إنها جريمة مختلفة بالكثير من الطرق عن الجرائم الأخرى، وتورط موساوي مختلف عن أي قضية كانت عقوبة الإعدام متضمنة فيها كإمكانية، فهو لم يقتل أي شخص».