الإنتربول: ليبيا أول دولة طلبت ملاحقة بن لادن بعد مقتل عميل استخبارات ألماني وزوجته في سرت

TT

باريس ـ أ.ف.ب: أفاد الإنتربول بأن ليبيا كانت في عام 1998 اول من طلب ملاحقة أسامة بن لادن، المتهم في أكبر محاكمة ضد تنظيم «القاعدة» تجري في أوروبا بدأت الجمعة في مدريد. ففي الواقع كانت طرابلس، وليس واشنطن، تقدمت من الشرطة الدولية بأول مذكرة بحث عن بن لادن، الذي أصبح منذ ذلك الحين أبرز المطلوبين في العالم.

وقال الايطالي سيرجيو دي باسكواي، رئيس دائرة مذكرات البحث في مقر الانتربول في ليون (فرنسا)، لوكالة الصحافة الفرنسية: «بموجب التسلسل الزمني الدقيق، فإن ليبيا كانت أول دولة تطلب من شبكة الإنتربول إطلاق عملية بحث عن بن لادن». وهذا «البلاغ الأحمر»، الذي نقل إلى أجهزة الشرطة في 182 دولة عضوا في الإنتربول، صدر بطلب من السلطات الليبية التي تتهم بن لادن بالمشاركة في اغتيال عميل ألماني لمكافحة التجسس وزوجته عام 1994 . وبعد أكثر من عشر سنوات، لا تزال ظروف مقتل سيلفان بيكر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور وزوجته فيرا، غامضة. فقد عثر على جثتيهما قرب سرت (ليبيا). وتؤكد طرابلس أنهما وقعا ضحية ثلاثة عناصر من «الجماعة الإسلامية المقاتلة» الليبية، كما تتهم أسامة بن لادن، الذي كان موجودا آنذاك في السودان المجاور. و«البلاغ الأحمر» الذي وجه الى الإنتربول في 16 مارس (آذار) 1998 ويحمل رقم «ايه ـ 1998/20232»، عممه الانتربول اعتبارا من 15 أبريل ( نيسان) من السنة ذاتها.

وتحت عنوان «عرض الوقائع»، جاء في البلاغ «في 10 مارس 1994، وقرب سرت، قام المدعون الشلبي والعلوان والورفلي وبن لادن بقتل مواطنين ألمانيين». ويضيف أن زعيم القاعدة «يخضع لمذكرة توقيف رفعتها السلطات القضائية في طرابلس (ليبيا) بتهمة القتل وحيازة أسلحة بشكل غير مشروع».

وبعد ذلك أضيفت مذكرتا توقيف أصدرتهما الولايات المتحدة عام 2000، ثم اسبانيا عام 2003، إلى هذه المذكرة التي يتم تحديثها بانتظام، وتتضمن أيضا اتهامات بـ«الإرهاب» و«التآمر الإرهابي».

والأوصاف الجسدية كتبت كالتالي: «الطول:1.96 متر، الوزن: 65 كيلوغراما، العينان بنيتان وشعر أسود، لحية وشاربان. وقد يكون يمشي مع عصا».

ومنذ ذلك الحين، صدرت في حق غالبية الأعضاء المعروفين من قيادة «القاعدة» بلاغات بالملاحقة. وأصبحت كل أجهزة الشرطة في الدول الأعضاء في الانتربول تتلقاها عبر شبكة المنظمة على الإنترنت.

لكن لا تزال حوالي 30 دولة في العالم الثالث، يصعب وصولها إلى شبكة الإنترنت، تتلقى هذه البلاغات على شكل ورق.

وفي كل سنة يصدر الانتربول حوالى ألفي «بلاغ أحمر». ويمكن الاطلاع على حوالى عشرة آلاف منها حاليا على موقع الانتربول على الإنترنت تحت عنوان «مطلوبين»، وتضم قسما علنيا وآخر لا يمكن الاطلاع عليه، وهو مخصص لأجهزة الشرطة والقضاء في العالم.