مخاوف في إسرائيل من امتلاك الفلسطينيين صواريخ مضادة للطائرات تهدد الملاحة الجوية

TT

اعربت إسرائيل عن خشيتها من حصول الفلسطينيين على صواريخ تهدد ملاحتها الجوية. وقالت مصادر أمنية اسرائيلية ان هناك امكانية ان يتم تهريب الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز «ام إي 18»، التي ستزود بها سورية للضفة الغربية وقطاع غزة. واعتبرت المصادر أن وصول هذه الصواريخ للضفة الغربية تحديداً يمثل تهديداً بالغ الخطورة للملاحة الجوية المدنية في الدولة العبرية. ونوهت المصادر العسكرية الى انه يتوجب منع تنفيذ صفقة الصواريخ الروسية لسورية بسبب الخطر الكامن في امكانية وصولها الى «المنظمات الفلسطينية المعادية». وتدعي المصادر العسكرية الاسرائيلية ان هناك خوفا من ان تقوم سورية بتزويد هذه الصواريخ لحزب الله، الذي يقوم بدوره بتهريبها لحركات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وسبق لاسرائيل ان اتهمت حزب الله بتهريب اسلحة ووسائل قتالية لحركات المقاومة الفلسطينية في الضفة والقطاع. وتحذر المصادر العسكرية الاسرائيلية من امكانية ان يؤدي حصول المقاومين الفلسطينيين على مثل هذه الصواريخ من تقليص قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على العمل بحرية في اجواء الضفة الغربية وقطاع غزة، مع العلم ان سلاح الجو وتحديداً المروحيات من طراز «اباتشي» اميركية الصنع، لعبت دوراً أساسياً في تنفيذ عمليات التصفية والاغتيال ضد نشطاء المقاومة خلال انتفاضة الاقصى. يذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قد ادعى في وقت سابق ان حركات المقاومة قد حصلت مؤخراً على صواريخ مضادة للطائرات من طراز «ستريلا». وشددت المصادر العسكرية الاسرائيلية ان مستوى التهديد الذي تمثله صواريخ «ام إي 18» اكبر بكثير من الخطر الكامن في صواريخ «ستريلا».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال في مقابلة اجرتها معه قناة التلفزة الاسرائيلية الاولى ان موسكو قررت تزويد سورية بهذه الصواريخ من اجل منع الطائرات الاسرائيلية من التحليق مرة ثانية فوق قصر الرئيس السوري بشار الاسد. وعقب مصدر عسكري اسرائيلي على تصريحات بوتين هذه بالقول «ان نشر مثل هذه الصواريخ في ارجاء سورية يجعل اسرائيل قادرة على توفير رد تكتيكي عليها». ومن المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون واركان حكومته بطرح صفقة الصواريخ مع سورية في المحادثات التي سيجرونها في تل ابيب مع بوتين خلال زيارته لاسرائيل الاسبوع القادم. وترى المحافل السياسية في اسرائيل انه حتى الان بالامكان اقناع بوتين بالعدول عن قراراته بتزويد سورية بهذه الصواريخ. وفي موسكو اعتبر الباحث في معهد العلاقات الدولية في موسكو اوليغ بارابانوف ان «الهدف الرئيسي لزيارة بوتين لاسرائيل هو تأكيد مواقف روسيا في المنطقة حيث الدور الاساسي يعود لواشنطن».

من جهته اكد يفغيني ساتانوفسكي رئيس معهد الشرق الاوسط ان «روسيا تواجه واقعا جديدا وبرنامجا جديدا في الشرق الاوسط حيث عليها التدخل بشكل اكبر».