إيطاليا: الحكومة الجديدة تعاني من عدم الوحدة حتى قبل حصولها على ثقة البرلمان

TT

روما ـ رويترز : شكل رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلسكوني، حكومة جديدة لتجنب إجراء انتخابات مبكرة بدا من المحتمل أنه سيخسرها.

وأدت الحكومة الجديدة في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس اليمين الدستورية بعد ثلاثة أيام من محادثات أزمة استهدفت إصلاح علاقات تدهورت بين أعضاء الائتلاف الحكومي بسبب الهزيمة في انتخابات محلية في الثالث والرابع من الشهر الجاري.

وبعد تشكيل الحكومة الجديدة توجه وزراء ائتلاف يمين الوسط الجديد الى الصحف للتعبير عما يشعرون به تجاه بعضهم البعض. وبدت الصورة الإجمالية أبعد ما تكون عن وحدة الصف.

وقال عضو رابطة الشمال، روبرتو كالديرولي، الذي احتفظ بمقعده كوزير للإصلاحات، في مقابلة مع صحيفة «ليبرو»: «ما زلنا نعتقد أن هذه كانت أزمة عديمة الجدوى أدت فقط الى تضييع كثير من الوقت». واضطر برلسكوني للاستقالة الأسبوع الماضي بسبب اثنين من حلفائه طالبا بإجراء تغييرات استراتيجية في أعقاب هزيمة يمين الوسط في الانتخابات الإقليمية.

وعاد حزبا التحالف الوطني والاتحاد الديمقراطي المسيحي الى الحكومة بعد الحصول على تأكيدات بأنها ستتصدى لمشكلات الجنوب حيث تبلغ نسبة البطالة 16 في المائة.

وتوقعت استطلاعات الرأي أن يخسر برلسكوني أي انتخابات مبكرة لو أجريت قبل موعدها العام القادم.

وقال جوليانو أروباني، عضو حزب «إيطاليا الى الأمام»، الذي فقد منصبه كوزير للثقافة، إنه سعيد لكونه خارج الحكومة.

وتابع في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا»: «لقد نلت ما فيه الكفاية من هذه النقاشات السياسة والانقسامات المضنية». وتابع «كيف يمكن لهم تفجير أزمة قبل أشهر قليلة من الانتخابات وبعدما حكموا لأربعة أعوام معا».

ويتعين على مجلس الوزراء الجديد الفوز في اقتراع على الثقة في البرلمان الأسبوع الحالي، إلا أنه إجراء شكلي.

وتضم الحكومة وزراء جددا للصحة والصناعة والثقافة والاتصالات، كما عاد إليها جوليو ترمونتي نائبا لرئيس الوزراء بعد عشرة أشهر من خلعه في خلاف داخل الائتلاف الحكومي.

وبالنسبة للمعارضة اليسارية فإن عودة ترمونتي، القريب من رابطة الشمال، كشفت الى أي مدى أنه لم يتغير سوى القليل. وقال جافينو انجيوس، زعيم يسار الوسط في مجلس الشيوخ لصحيفة «لونيتا اليسارية»: «في الواقع إنهم لم يحلوا شيئا.. إنها حكومة أبعد ما تكون عما تحتاجه هذه البلاد».

وقال ماريو لاندولفي، عضو التحالف الوطني ووزير الاتصالات الجديد، إن التشكيل الوزاري الجديد هو الطريق الوحيد للفوز في الانتخابات العامة المقررة في منتصف العام القادم.

وقال لصحيفة «لا ستامبا»: «في هذه المرحلة، نعتقد أن هدفنا هو الفوز في الانتخابات القادمة، وهزيمة اليسار ليست بعيدة عن بابنا». ولم يصدر عن برلسكوني سوى تعليق موجز بعد أن أدت الحكومة اليمين الدستورية قائلا إنها «بداية مرحلة جديدة».